كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (اسم الجزء: 2)

وَفِيه جسر بن فرقد لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَنَّهُ من هَذَا الطَّرِيق أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وجسر لم يتهم بكذب وَالله تَعَالَى أعلم.
(21) [حَدِيثٌ] كَنْسُ الْمَسَاجِدِ مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ مَجَاهِيل وَعبد الْوَاحِد بن زيد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي قرصافة: ابْنُوا الْمَسَاجِد وأخرجوا القمامة مِنْهَا فَمن بنى لله بَيْتا بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قيل يَا رَسُول الله وَهَذِه الْمَسَاجِد الَّتِي تبنى فِي الطّرق فَقَالَ نعم وَإِخْرَاج القمامة مِنْهَا مُهُور الْحور الْعين أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة.
(22) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة} ، قَالَ: غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ جسر بن فرقد وَعنهُ ابْنه جَعْفَر وهما مَتْرُوكَانِ، وَعَن جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ صَحَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه والضياء فِي المختارة.
(23) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ إِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَإِنَّ فِيهَا لَمَجْمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ (عبد الله بن أَحْمد) فِي زَوَائِد الْمسند من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ مَتْرُوك (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ أخرج التِّرْمِذِيّ الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق الْمَذْكُور.
وَقَالَ غَرِيب وَحسن لَهُ غير هَذَا الحَدِيث وَصحح الْحَاكِم من طَرِيقه حَدِيثا آخر وَأخرج لَهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه لَكِن قَالَ فِي الْقلب من عبد الرَّحْمَن، وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي صفة الْجنَّة وَفِيه جَابر بن يزِيد الْجعْفِيّ ضَعِيف والمستغرب مِنْهُ قَوْله دخل فِيهَا وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد أَن صورته تَتَغَيَّر فَتَصِير شَبيهَة بِتِلْكَ الصُّورَة لَا أَنه دخل فِيهَا حَقِيقَة وأصل ذكر سوق الْجنَّة من غير تعرض لذكر الصُّور فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أنس وَفِي التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة انْتهى.

الصفحة 383