كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (اسم الجزء: 2)

وَقد حسن هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ أَبُو الْفضل شَيخنَا لأجل الْمُتَابَعَة، وَفِيه نظر فَإِن حساما لَيْسَ من قبيل من يحسن الحَدِيث بمتابعته انْتهى وَالله أعلم.
(17) [حَدِيثٌ] تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقَطَرٍ بَلْ وَالصَّرَاةِ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جرير بن عبد الله من سِتَّة عشر طَرِيقا، أعل الْأَرْبَعَة الأولى، وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالسَّادِس عشر مِنْهَا بِعَمَّار بن سيف، قَالَ ابْن معِين: كَانَ مغفلا، وَمَا أصَاب هَذَا الحَدِيث إِلَّا على ظهر كتاب، وأعل الْخَامِس بِسيف بن مُحَمَّد، وَالسَّادِس بِمُحَمد بن جَابر مَتْرُوك، والسَّابِع بِأبي شهَاب الْخياط، كَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه، والعاشر بِإِسْمَاعِيل بن أبان، وَالْحَادِي عشر بِعَبْد الْعَزِيز بن أبان مَتْرُوك، وَالثَّانِي عشر بِإِسْمَاعِيل بن نجيح، قَالَ الْخَطِيب يروي عَن الثَّوْريّ وَغَيره مَنَاكِير، وَالثَّالِث عشر بعبيد الله بن سُفْيَان الغداني، وَالرَّابِع عشر بِأَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي، وَالْخَامِس عشر بِعَبْد الرَّحْمَن الْمحَاربي، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ جَلِيسا لسيف بن مُحَمَّد وَأَظنهُ سَمعه مِنْهُ، وَمن حَدِيث عَليّ من ثَلَاث طرق أعل أَولهَا وَثَانِيها بِمُحَمد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَعمر بن مُحَمَّد ابْن شمر، وَثَالِثهَا بِأَن ابْن المنادى صرح بِشدَّة ضعفه وَمن حَدِيث حُذَيْفَة وَأعله بعمر ابْن يحيى مَتْرُوك الحَدِيث، وَمن حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا همام بن مُسلم، قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول، وَفِي الآخر صَالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن عمار بن سيف روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ يحيى وَأحمد وَالْعجلِي، وَقَالَ فِي الْمِيزَان لَهُ حَدِيث مُنكر جدا وَهُوَ هَذَا، وَبِأَن ابْن عدي قَالَ فِي حَدِيث أنس هُوَ حَدِيث مُنكر وَبِأَنَّهُ جَاءَ أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك وَقَالَ مُنكر (قلت) حَدِيث ابْن عمر ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، وَقَالَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك، وَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على جَعْفَر بن مُحَمَّد وَهُوَ مَجْهُول، وَحَدِيث أنس ذكره الذَّهَبِيّ أَيْضا فِي تَرْجَمَة صَالح بن بَيَان وَقَالَ هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَلما نقل الْعَلامَة ابْن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ فِي كِتَابه الْفُرُوع قَول الْخَطِيب بعد ذكر طرق الحَدِيث: كل هَذِه الْأَحَادِيث واهية الْأَسَانِيد عِنْد أهل الْعلم والنَّقْل، قَالَ: هَكَذَا قَالَ مَعَ أَنه احْتج فِي فضل الْعرَاق بأَشْيَاء من جِنْسهَا وَالله أعلم.

الصفحة 52