كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

هذه الآية في عبد الله بن أُبَيٍّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم، فاستقبلهم نفرٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: انظروا كيف أردُّ هؤلاء السفهاء عنكم. فذهب، فأخذ بيد أبي بكر، فقال: مرحبًا بالصِّدِّيق، سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم أخذ بيد عمر، فقال: مرحبًا بسيد عَدِيِّ بن كعب الفاروق، القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم أخذ بيد عليٍّ، وقال: مرحبًا بابن عم رسول الله، وخَتَنِه (¬١)، سيِّد بني هاشم ما خلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم افترقوا، فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلتُ. فأثنوا عليه خيرًا، فرجع المسلمون إلى النبي، وأخبروه بذلك، فنزلت هذه الآية (¬٢). (١/ ١٦٤)

٥٨٦ - ذكر مقاتل بن سليمان نحوه في سبب نزول قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله} إلى قوله: {قالوا إنما نحن مصلحون}، وزاد فيه: فقال عمر بن الخطاب?: ويحك، يا ابن أُبَيٍّ، اتَّقِ الله، ولا تُنافِق، وأصْلِح، ولا تُفْسِد؛ فإن المنافق شرُّ خليقة الله، وأخبثُهم خُبْثًا، وأكثرهم غِشًّا. فقال عبد الله بن أبي بن سلول: يا عمر، مهلًا، فواللهِ، لقد آمنتُ كإيمانكم، وشهدتُ كشهادتكم (¬٣). (ز)

٥٨٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر، عن الضَّحّاك- قال: كان عبد الله بن أُبيّ بن سلول الخزرجي عظيم المنافقين من رهط سعد بن عبادة، وكان إذا لَقِيَ سعدًا قال: نِعْم الدينُ دين محمد. وكان إذا رجع إلى رؤساء قومه من أهل الكفر قال: شُدُّوا أيديكم بدين آبائكم. فأنزل الله هذه الآية (¬٤). (ز)
---------------
(¬١) خَتَنه: صِهْره؛ زوج ابنته. لسان العرب (ختن).
(¬٢) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص ٢٢. وأورده الثعلبي ١/ ١٥٥.
قال ابن حجر في العُجاب ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨: « ... وآثار الوضع لائحة على هذا الكلام، وسورة البقرة نزلت في أوائل ما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة كما ذكره ابن إسحاق وغيره، وعليٌّ إنما تزوج فاطمة - رضي الله عنهما - في السنة الثانية من الهجرة». وقال السيوطي في لباب النقول ص ٧: «هذا الإسناد واهٍ جدًّا؛ فإنّ السدي الصغير كذابٌ، وكذا الكلبي، وأبو صالح ضعيف».
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٩٠.
(¬٤) أخرجه الثعلبي ١/ ١٥٥.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.

الصفحة 107