كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه (¬١). (ز)

٢٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. فقالت قريش: دَقَّ الله فاك (¬٢). (١/ ٥٢)

٢٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هَزَأ منه المشركون، وقالوا: محمد يذكر إلَهَ اليَمامة. وكان مسيلمةُ يَتَسَمّى: الرحمن، فلما نزلت هذه الآية أُمِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يجهر بها (¬٣). (١/ ٥٢)

٢٨ - عن عامر الشعبي، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتب في بدء الأمر على رَسْم قريش: باسمك اللهم. حتى نزلت: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} [هود: ٤١]، فكتب: بسم الله. حتى نزلت: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: ١١٠]، فكتب: بسم الله الرحمن. حتى نزلت: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: ٣٠]، فكتب مثلها (¬٤). (ز)

٢٩ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٣٠ - والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- قالا: أولُ ما أنزل الله تعالى من القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(¬٥). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١/ ١١١، ١١٥، وابن أبي حاتم ١/ ٢٥ - ٢٦ (١، ٤، ٦)، والواحدي في أسباب النزول ص ١٧.
قال ابن كثير ١/ ١١٣: «وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليُعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا». قال ابن حجر في العجاب ١/ ٢٢٣: «الراوي له عن أبي رَوْق ضعيف؛ فلا ينبغي أن يُحْتَجَّ به».
(¬٢) أخرجه الثعلبي ١/ ٩٠، والواحدي في أسباب النزول ص ١٩.
إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب. انظر: ميزان الاعتدال ٣/ ٥٥٦.
(¬٣) أخرجه الطبراني في الكبير ١١/ ٤٣٩ (١٢٢٤٥)، والأوسط ٥/ ٨٩ (٤٧٥٦).
قال الطبراني في الأوسط: «لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن سالم بن الأفطس إلا شريكٌ، تفرد به عَبّاد بن العوام». وقال الزيلعي في نصب الراية ١/ ٣٤٦: «ورد في الصحيح أن هذه الآية نزلت في قراءة القرآن جهرًا لا في البسملة، أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} ورسول الله مُخْتَفٍ بمكة، كان إذا صَلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإن سمعه المشركون سَبُّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه: {ولا تجهر بصلاتك}، أي: بقراءتك، فيسب المشركون، فيسبوا القرآن ... وورد في الصحيح أيضًا أنها نزلت في الدعاء، أخرجه البخاري أيضًا عن زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة». وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ١٠٨ (٢٦٣٠): «رجاله مُوَثَّقُون».
(¬٤) أورده البغوي في تفسيره ١/ ٥٢ دون إسناد.
(¬٥) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص ١٠٢.

الصفحة 11