كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

٣٤ - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يقول: «{الحمد لله رب العالمين} سبع آيات، إحداهن {بسم الله الرحمن الرحيم}، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم، وهي أم القرآن، وفاتحة الكتاب ... » (¬١). (١/ ١٠)

٣٥ - عن أبي هريرة، قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، إذ دخل رجلٌ يُصَلِّي، فافتتح الصلاة، وتَعَوَّذَ، ثم قال: {الحمد لله رب العالمين}. فسمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا رجل، قَطَعْتَ على نفسك الصلاة، أما علمت أن {بسم الله الرحمن الرحيم} من «الحمد»، فمن تركها فقد ترك آية، ومن ترك آية فقد قُطِعت عليه صلاته» (¬٢). (١/ ٣٣)

٣٦ - عن أنس، قال: صَلَّيْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} (¬٣). (ز)

٣٧ - عن عبد الرزاق، عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني أبي، عن سعيد بن جبير، أخبره قال: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} [الحجر: ٨٧] أم القرآن، وقرأتها على سعيد كما قرأتها عليك، ثم قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} الآية السابعة. قال عبد الله بن عباس: قد أخرجها الله لكم فما أخرجها لأحد قبلكم.

٣٨ - قال عبد الرزاق: قرأها علينا ابن جُرَيْج: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية، {الحمد لله رب العالمين} آية، {الرحمن الرحيم} آية، {مالك يوم الدين} آية، {إياك نعبد وإياك نستعين} آية، {إهدنا الصراط المستقيم} آية، {صراط الذين أنعمت عليهم} إلى آخرها (¬٤). (ز)

٣٩ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي صَخْرٍ حميد بن زياد- قال: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} (¬٥) [٥]. (١/ ٣٨)
---------------
[٥] رجَّح ابنُ عطية (١/ ٥٨ - ٦٠)، وابنُ تيمية (١/ ٦٨) أنّ البسملة ليست آية من الفاتحة، استنادًا إلى آثارِ النّبي - صلى الله عليه وسلم -، والصّحابة - رضي الله عنهم -، والدّلالات العقلية، وذلك فيما يأتي:

١ - أنه لم يرد ذكر البسملة في الأحاديث التي بَيَّنَت آيات الفاتحة، كحديث: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين». وحديث أبي بن كعب في تعلمه الفاتحة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال له - صلى الله عليه وسلم -: «هل لك أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها».

٢ - لو كانت منها لكان للرب ثلاث آيات ونصف، وللعبد ثلاث آيات ونصف. قاله ابنُ تيمية.

٣ - أنه لم يُحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان - رضي الله عنهم - الجهر بالبسملة في الصلاة. قاله ابنُ عطية.

٤ - البسملة مكتوبة في أول كل سورة، ولا فرق بين الفاتحة وبين غيرها من السور في مثل ذلك. قاله ابنُ تيمية.

٥ - لو كانت منها لتُلِيَت في الصلاة جهرًا كما تُتْلى سائر آيات السورة. قاله ابنُ تيمية.
وقد وجَّه ابنُ عطية (١/ ٥٩) بعض الأحاديث التي قد يُفهم منها كون البسملة آية، بأنها كانت قراءة في غير صلاة على جهة التعلم، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقراءة البسملة لهذا، لا لأنها آية.
وبيَّن ابنُ تيمية أنه رُوي ذكرها في حديث موضوع.
ووجَّه ابن تيمية (١/ ٦٨ بتصرّف) عدَّ الفاتحة سبعًا على اختلاف القولين بقوله: «وكلا القولين حقٌّ، فمن وجْهٍ تكون البسملة منها فتكون آية، ومن وجْهٍ لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم}؛ لأن البسملة أُنزِلَت تبعًا للسور».
_________
(¬١) تقدم ذكره وتخريجه برقم ١٠.
(¬٢) أخرجه الثعلبي ١/ ١٠٤.
إسناده ضعيف؛ فيه مجاهيل.
(¬٣) أخرجه مسلم ١/ ٢٩٩ (٣٩٩) واللفظ له، وأخرجه البخاري ١/ ١٤٩ (٧٤٣) بلفظ: كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الحمد لله رب العالمين}.
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٢/ ٩٠ (٢٦٠٩)، ومن طريقه ابن جرير ١٤/ ١١٤، والمستغفري في فضائل القرآن ١/ ٤٥٥ (٥٩٥)، وقد تقدم برقم ٢٢ - ٢٤.
إسناده ضعيف؛ عبد العزيز بن جريج والد عبد الملك يُضَعَّف. انظر: تهذيب الكمال ١٨/ ١١٧.
(¬٥) أخرجه أبو عبيد ٢/ ١٩.

الصفحة 13