كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

ويجعله مفتاح القراءة إذا قرأ (¬١). (ز)

٥٤ - عن يحيى بن عتيق، قال: كان الحسن البصري يقول: اكتبوا في أول الإمام: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، واجعلوا بين كل سورتين خَطًّا (¬٢) [٦] [٧]. (١/ ٥٤)

تفسير البسملة:
٥٥ - عن ابن عباس: أنّ عثمان بن عفان سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن {بسم الله الرحمن الرحيم}. فقال: «هو اسم من أسماء الله تعالى، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القُرْب» (¬٣). (١/ ٣٨)

٥٦ - عن ابن عباس -من طريق الضحاك- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنّ الله أنزَلَ عَلَيَّ سورة لم يُنزِلها على أحد من الأنبياء والرسل من قبلي». قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله تعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي؛ فاتحة الكتاب، جعلت نصفها لي ونصفها لهم، وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد: {بسم الله الرحمن الرحيم} قال الله:
---------------
[٦] رجَّح ابنُ تيمية (١/ ٦٦) مُستندًا إلى فعلِ الصّحابة القولَ بأن البسملة آية من كتاب الله حيث كُتبَت في المصاحف، وليست من السور، وذكر أنّ هذا القول هو أوسط الأقوال، وقال: «وبه تجتمع الأدلة، فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليلٌ على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليلٌ على أنها ليست منها».
[٧] ذكر ابنُ تيمية (١/ ٧٠) في مسألة الفصل بين السورتين بالبسملة، أو عدم الفصل؛ جوازَ الأمرين.
وبَيَّنَ أن القراء منهم مَن لم يَفْصِل بالبسملة؛ لكون القرآن كله كلام الله، ومنهم من فصَل بالبسملة، ومردُّ ذلك إلى إقراء النبي - صلى الله عليه وسلم - تارةً بالفصل، وتارة بدونه.
ورجَّح الفصلَ بالبسملة اتِّباعًا لخط المصحف، مُستندًا إلى فعلِ الصّحابة، ثم ذكر أن ترجيح أحد الوجهين لا يلزم منه كون الوجه الثاني منهيًّا عن قراءته، وأنه ليس من القرآن، بل هذا يدل على جواز الوجهين، كالحروف التي ثبتت في قراءة دون قراءة.
_________
(¬١) أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/ ١١٧ - .
(¬٢) أخرجه ابن الضُّرَيس (٤٣).
(¬٣) أخرجه الحاكم ١/ ٧٣٨ (٢٠٢٧)، وابن أبي حاتم ١/ ٢٥ (٥).
قال ابن أبي حاتم في العِلَل ٥/ ٣٤٢ (٢٠٢٩): «قال أبِي: هذا حديث منكر». وقال الذهبي في الميزان ٢/ ١٨٢ (٣٣٥٨) «خبر منكر، بل كذب».

الصفحة 17