كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

عبدي دعاني باسمين رقيقين، أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن، وكلاهما رقيقان ... » (¬١). (١/ ٤٢)


{بِسْمِ اللَّهِ}

٥٧ - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ عيسى ابن مريم أسْلَمَتْهُ أُمُّه إلى الكُتّاب لِيُعَلِّمه، فقال له المعلم: اكتب {بسم الله الرحمن الرحيم}. قال له عيسى: وما {بسم الله}؟ قال المعلم: لا أدري. فقال له عيسى: الباء بهاء الله، والسين سناؤه، والميم مملكته، والله إله الآلهة، والرحمن رحمان الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة» (¬٢) [٨]. (١/ ٣٨)
٥٨ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر-، مثله (¬٣). (١/ ٣٩)

٥٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: أولَ ما نزل جبريل على محمد قال له جبريل: قل: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يا محمد. يقول: اقرأ
---------------
[٨] انتقد ابنُ جرير (١/ ١١٩ - ١٢٠) هذا الأثر استنادًا إلى مخالفته لغة العرب، فقال: «فأخشى أنْ يكون غَلَطًا من المحدِّث، وأن يكون أراد (ب س م) على سبيل ما يعلَّم المبتدئ من الصبيان في الكتّاب حروفَ أبي جاد، فغلط بذلك، فوصَله، فقال: (بسم)؛ لأنه لا معنى لهذا التأويل إذا تُلي {بسم الله الرحمن الرحيم} على ما يتلوه القارئ في كتاب الله؛ لاستحالة معناه على المفهوم به عند جميع العرب وأهل لسانها، إذا حُمِل تأويله على ذلك».
_________
(¬١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٤/ ٣٧ (٢١٤٧). وقال: قوله: «رقيقان» قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هو: رفيقان، والرفيق من أسماء الله تعالى.
قال المتقي الهندي في كنز العمال ٢/ ٣٠٠ (٤٠٥٥): «وفي سنده ضعف وانقطاع، ويظهر لي أن فيه ألفاظًا مدرجة من قول ابن عباس».
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١/ ١١٩، والثعلبي ١/ ٩٣ - ٩٤، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٥١.
قال ابن الجوزي في الموضوعات ١/ ٢٠٤: «هذا حديث موضوع محال». وقال ابن كثير (١/ ١١٩): «وهذا غريب جدًا، وقد يكون صحيحًا إلى من دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات». وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص ٤٩٧ (٧٥): «هو موضوع، كما قال ابن الجوزي، وفي إسناده: إسماعيل بن يحيى كذاب».
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٢٥ (٢).

الصفحة 18