كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

ياسر ابن أخطب، وسعيد بن عمرو الشاعر، ومالك بن الضَّيْف، وحُيَيّ بن أخْطَب، وأبي لبابة ابن عمرو (¬١). (ز)

تفسير الآية:
٣٠٦٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون} ذِكْرَ يهود (¬٢). (ز)

٣٠٦٦ - قال عامر الشعبي: كانوا يقرؤون التوراة، ولا يعملون بها (¬٣). (ز)

٣٠٦٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب} يقول: نقضه فريق من الذين أوتوا الكتاب {كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون} أي: أنّ القوم قد كانوا يعلمون، ولكنهم أفسدوا علمهم، وجحدوه، وكتموه، وكفروا به (¬٤). (ز)

٣٠٦٨ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم} الآية، قال: ولَمّا جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - عارضوه بالتوراة، فخاصموه بها، فاتَّفَقَت التوراةُ والقرآنُ، فنبذوا التوراة، وأخذوا بكتاب آصَف، وسحرِ هاروت وماروت، كأنهم لا يعلمون ما في التوراة من الأمر باتِّباع محمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه (¬٥) [٣٨٨]. (١/ ٤٩٨)

٣٠٦٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ولما جاءهم} يعني: اليهودَ {رسول من عند
---------------
[٣٨٨] قال ابن جرير (٢/ ٣١١ - ٣١٢) مُستدلًّا بقولِ السّدّي هذا، ومبيّنًا تأويل قوله تعالى: {وراء ظهورهم}: «وهذا مَثَلٌ، يقال لكل رافضٍ أمرًا كان منه على بال: قد جعل فلان هذا الأمر منه بظهر، وجعله وراء ظهره. يعني به: أعرض عنه، وصَدَّ، وانصرف».
وبنحوه قال ابن عطية (١/ ٢٩٧)، وزاد استدلالًا بلغةِ العرب، فقال: «والعرب تقولُ: جعلَ هذا الأمر وراء ظهره، ودبر أُذنِه».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٢٦.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٤.
(¬٣) تفسير الثعلبي ١/ ٢٤٢، وتفسير البغوي ١/ ١٢٦.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢/ ٣١٢، وابن أبي حاتم ١/ ١٨٥ والشطر الأخير منه من طريق شَيْبان النَّحْوِيّ.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ٢/ ٣١١ - ٣١٢، وابن أبي حاتم ١/ ١٨٤ إلى قوله: {كأنهم لا يعلمون}، ولم أجد ما تبقى من نقل السيوطي في كلا المصدرين، إلا خلال تعليق ابن جرير على الآية، فهو بنصه، وربما التبس الأمر على السيوطي? فظنه تتمة لتفسير السدي. والله أعلم.

الصفحة 592