٣١٢٤ - عن عبد الرحمن بن أبْزى -من طريق الحسن بن أبي جعفر- أنّه كان يقرؤها: (ومَآ أُنزِلَ عَلى المَلِكَيْنِ داوُدَ وسُلَيْمانَ) (¬١). (١/ ٥٠٤)
٣١٢٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق ثابت- أنّه قرأ: (ومَآ أُنزِلَ عَلى المَلِكَيْنِ)، وقال: هما عِلْجان من أهل بابل (¬٢) [٤٠١]. (١/ ٥٠٤)
تفسير الآية:
٣١٢٦ - عن علي بن أبي طالب مرفوعًا، قال: «هما مَلَكان من ملائكة السماء» (¬٣). (١/ ٥٠٤)
---------------
[٤٠١] علَّقَ ابن عطية (١/ ٣٠٠ - ٣٠١ بتصرف) على القراءتين، وبيَّن ما يترتب عليهما، فقال: «وقرأ ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى (الملِكين) بكسر اللام، قال ابن أبزى: هما داود وسليمان، وعلى هذا القول أيضا فـ (ما) نافية، وقال الحسن: هما عِلْجان كانا ببابل ملكين، فـ (ما) على هذا القول غير نافية. وهارُوتَ ومارُوتَ بدل من {المَلَكَيْنِ} على قول من قال: هما ملَكان، ومن قرأ (ملِكين) بكسر اللام وجعلهما داود وسليمان أو جعل المَلَكين جبريل وميكائل، جعل هارُوتَ ومارُوتَ بدلًا من {الشَّياطِينُ} في قوله: {ولكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا}، وقال: هما شيطانان، ويجيء {يُعَلِّمُونَ} إما على أن الاثنين جمع، وإما على تقدير أتباع لهذين الشيطانين اللذين هما الرأس، ومن قال كانا عِلْجَيْن قال: {هارُوتَ ومارُوتَ} بدل من قوله: {المَلَكَيْنِ}، وقيل: هما بدل من {النّاسَ} في قوله: {يُعَلِّمُونَ النّاسَ}».
وعلَّقَ ابن كثير (١/ ٥٢٢) على هذا القول مُبَيِّنًا ما استندوا إليه من نظائر القرآن والسنّة، فقال: «ووجه أصحاب هذا القول الإنزال بمعنى الخلق، لا بمعنى الإيحاء، في قوله: {وما أُنزلَ عَلى المَلَكَيْنِ}، كما قال تعالى: {وأَنزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعامِ ثَمانِيَةَ أزْواجٍ} [الزمر: ٦]، {وأَنزلْنا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد: ٢٥]، {ويُنزلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقًا} [غافر: ١٣]. وفي الحديث: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء». وكما يقال: أنزل الله الخير والشر».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٨.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٩.
(¬٣) أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/ ٣٥٥ - .
قال ابن كثير: «رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بسنده، عن مغيث، عن مولاه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعًا. وهذا لا يثبت من هذا الوجه».