كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

آثار متعلقة بالآية:
٣٢١٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ما أنزل الله آيةً في القرآن يقول فيها: {يا أيها الذين آمنوا} إلّا كان عليٌّ شريفها وأميرها (¬١). (١/ ٥٤٢)

٣٢١٣ - عن خَيْثَمَة -من طريق الأعمش- قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيها الذين آمنوا} فإنّه في التوراة: يا أيها المساكين (¬٢). (١/ ٥٣٩)


{لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}
قراءات:
٣٢١٤ - عن الحسن البصري أنّه قرأ: (راعِنًا) (¬٣) [٤١٨]. (١/ ٥٤٢)
---------------
[٤١٨] وجَّهَ ابن عطية (١/ ٣٠٧) قراءةَ الحسن، فقال: «وقرأ الحسن بن أبي الحسن، وابن أبي ليلى، وابن محيصن، وأبو حيوة (راعِنًا) بالتنوين، وهذه من معنى الجهل، وهذا محمول على أنّ اليهود كانت تقوله، فنهيُ الله تعالى المؤمنين عن القول المباح سدُّ ذريعة؛ لئلا يتطرق منه اليهود إلى المحظور؛ إذ المؤمنون إنما كانوا يقولون: راعِنا، دون تنوين».
وانتَقَدها ابن جرير (٢/ ٣٨٢) لشذوذها، وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين، فقال: «وقد حكي عن الحسن البصري أنه كان يقرؤه: (لا تَقُولُوا راعِنًا) بالتنوين، بمعنى: لا تقولوا قولًا راعِنًا، من الرعونة، وهي: الحمق والجهل. وهذه قراءة لقراء المسلمين مخالفة، فغير جائز لأحد القراءة بها لشذوذها وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين، وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين. ومَن نوَّن (راعِنًا) نوَّنه بقوله: {لا تقولوا}؛ لأنه حينئذ عامل فيه. ومن لم ينوّنه فإنه ترك تنوينه؛ لأنه أمر محكي؛ لأن القوم كأنهم كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {راعنا} بمعنى مسألته؛ إما أن يرعيهم سمعه، وإما أن يرعاهم ويرقبهم».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٩٦. كما أخرجه أبو نعيم في الحلية مرفوعًا ١/ ٦٤. وقال: «لم نكتبه مرفوعًا إلا من حديث ابن أبي خيثمة، والناس رووه موقوفًا».
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٢٢، وابن أبي شيبة ١٣/ ٤٤٩، وابن أبي حاتم ١/ ١٩٦، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ١١٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، كما عزا إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ لفظًا آخر: ما كان في القرآن: {يا أيها الذين آمنوا} فهو في التوراة والإنجيل: يا أيها المساكين.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٩٧.
وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦.

الصفحة 633