كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 2)

٣٢٧٢ - عن سعد بن أبي وقاص، أنّه قرأ: (ما نَنسَخْ مِن آيَةٍ أوْ تَنساها). =

٣٢٧٣ - فقيل له: إن سعيد بن المسيب يقرأ: {نُنسِها}. قال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا آل المسيب، قال الله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسى} [الأعلى: ٦]، {واذْكُر رَّبَّكَ إذا نَسِيتَ} [الكهف: ٢٤] (¬١) [٤٢٦]. (١/ ٥٤٤)

٣٢٧٤ - عن عكرمة =

٣٢٧٥ - ومحمد بن كعب =
---------------
[٤٢٦] وجَّهَ ابن جرير (٢/ ٣٩٢) قراءة: (أوْ تَنسَها)، بقوله: «(أوْ تَنسَها) بمعنى الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنه عنى: أو تَنسَها أنت، يا محمد».
وبنحوه ابن تيمية (١/ ٣٩٣).
وقال ابن عطية (١/ ٣١٣ بتصرف): «وقرأت طائفة: (أوْ نَنسَها) بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين، وهذه بمعنى الترك، ذكرها مكي ولم ينسبها، وذكرها أبو عبيد البكري في كتاب اللآلي عن سعد بن أبي وقاص، وأراه وهم. وقرأ سعد بن أبي وقاص: (أوْ تَنسَها) بتاء على مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ونون بعدها ساكنة وفتح السين، هكذا قال أبو الفتح وأبو عمرو الداني. وقرأ سعيد بن المسيب فيما ذكر عنه أيضًا (أوْ تُنسَها) بضم التاء أولًا وفتح السين وسكون النون بينهما، وهذه من النسيان».
ووجَّهَ ابن جرير (٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧) قراءة (تُنسَها)، فقال: «قرأ بعضهم ذلك: (ما نَنسَخْ مِن آيَةٍ أوْ تُنسَها)، وتأويل هذه القراءة نظير تأويل قراءة من قرأ: {أوْ نُنسِها}، إلا أن معنى: {أوْ نُنسِها}: أوْ نُنسِكَها يا محمدُ نحن، مِن: أنساه الله يُنسِيه. ومعنى مَن قرأ: (أوْ تُنسَها): أو تنسَها أنتَ يا محمد». ثم انتَقَدَ تلك القراءةَ، ومعها قراءة (تَنْسَها) «لشذوذها وخروجها عن القراءة التي جاءت بها الحجة من قرأة الأمة».
_________
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٥٥، وسعيد بن منصور (٢٠٨ - تفسير)، وابن أبي داود في المصاحف ص ٩٦، والنسائي في الكبرى (١٠٩٩٦)، وابن جرير ٢/ ٣٩٢، وابن أبي حاتم ١/ ٢٠٠، والحاكم ٢/ ٥٢١. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر.
وقراءة (أوْ تَنساها) شاذة، تروى أيضًا عن الحسن، وابن يعمر. انظر: البحر المحيط ١/ ٥١٣.

الصفحة 644