٤٩٥ - عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} حتى بلغ: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}، قال: هذه في المنافقين (¬٢). (١/ ١٥٧)
٤٩٦ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {ومن الناس مَن يقول آمنا بالله وباليوم الآخر} إلى {فزادهم الله مَرَضًا}، قال: هؤلاء أهلُ النفاق (¬٣). (ز)
٤٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} نزلت في منافقي أهل الكتاب اليهود (¬٤)، منهم عبد الله بن أُبَيّ بن سلول، وجَدُّ بن قيس، والحارث بن عمرو، ومُغِيثُ (¬٥) بن قُشَيْر، وعمرو بن زيد (¬٦) [٥٤]. (ز)
تفسير الآية:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ}
٤٩٨ - عن قتادة، في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله} الآية، قال: هذا نَعْتُ المنافقين؛ نَعَت عبدًا خائن السريرة، كثيرَ خَنْعِ (¬٧) الأخلاق، يَعرِف بلسانه ويُنكِر بقلبه، ويُصَدِّق بلسانه ويُخالِف بعمله، ويُصْبِح على حال ويُمْسِي على غيره، ويَتَكَفَّأُ (¬٨) تَكَفُّؤَ
---------------
[٥٤] نقل ابنُ جرير (١/ ٢٧٥ - ٢٧٧) إجماع أهل التأويل على «أنّ هذه الآية نزلت في قوم من أهلِ النِّفاق، وأن هذه الصِّفة صِفتُهم».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٤٢. قال أبو محمد: وكذلك فسَّره الحسن، وقتادة، والسدي.
(¬٢) أخرجه عبدالرزاق ١/ ٣٩، وابن جرير ١/ ٢٧٥ - ٢٧٦، وابن أبي حاتم ١/ ٥٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١/ ٢٧٦.
(¬٤) المُمَثَّل بهم ليسوا من أهل الكتاب؛ فلعل المراد: الذين ينافقون أهل الكتاب، كما قال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب: لئن أخرجتم لنخرجن معكم، ولا نطيع فيكم أحدًا أبدًا، وإن قوتلتم لننصرنكم، والله يشهد إنهم لكاذبون} [الحشر: ١١].
(¬٥) كذا في المطبوع، وفي تفسير البغوي عند هذه الآية ١/ ٦٥: مُعَتِّب بن قُشَيْر.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٨٩.
(¬٧) خنع الأخلاق: أن يكون فيها فساد وريبة وفجور وغدر. لسان العرب (خنع).
(¬٨) يَتَكَفَّأُ: يتمايل ويتقلب. لسان العرب (كفأ).