كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 2)

وعمك جعفر1 الطيار في جنة المأوى، وغذَّتك أكف الحق، وربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي الإيمان، فطبتَ حيًّا وميتًا، فلئن كانت الأنفسُ غيرَ طيبةٍ لفراقك، إنها غير شاكَّةٍ أنْ قد خِير لَكَ2، وإنك وأخاك لسيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، فعليك أَبَا محمدٍ منا السلام".
"زهر الآداب 1: 69، ومروج الذهب 2: 51، والعقد الفريد 2: 7".
__________
1 هو جعفر بن أبي طالب، وقد استشهد في غزوة مؤتة سنة ثمان للهجرة، وكان يقول حين أخذ الراية من زيد بن حارثة الذي استشهد قبله في هذه الغزوة:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردًا شرابها
ولقب بالطيار لما روي عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "دخلت الجنة البارحة، فرأيت جعفرًا يطير مع الملائكة وجناحاه مضرجان بالدم" – راجع الروض الأنف شرح السيرة النبوية لابن هشام 2: 258-.
2 خار الله لك في الأمر: جعل لك فيه الخير.

الصفحة 33