كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 2)

قتل من تَثْأرُون بدمه قد جاءكم، فاستقبلوه بحدكم وشوكتكم، واجعلوها به ولا تجعلوها بأنفسكم، إني لم آلُكم نصحًا1، جَمَعَ اللهُ لنا كلمتَنا، وأصلحَ لنا أَئِمَّتَنا.
__________
1 أي لم أُقَصِّرْ في نصحكم.
52- خطبة إبراهيم بن محمد بن طلح ة: 1
فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة:
"أيها الناس: لايغرنكم من السيف والغشم2 مقالة هذا المداهن الموادع؛ والله لئن خرج علينا خارج لنقتلنه، ولئن استيقنا أن قومًا يريدون الخروج علينا، لنأخذن الوالد بولده، والمولود بوالده، ولنأخذنَّ الحميمَ3 بالحميمِ، والعريف4 بما في عرافته، حتى يَدِينوا للحق، ويذِلُّوا للطاعة".
__________
1 مات سنة عشر ومائة عن أربع وسبعين سنة، كان يُسَمَّى أسد قريش.
2 الظلم، والمراد هنا القوة والأخذ بالشدة.
3 حميمك: قريبك الذي تهتم لأمره.
4 العريف: رئيس القوم، سمي لأنه عرف بذلك، أو النقيب، وهو دون الرئيس، عرف ككرم وضرب عرافة صار عريفًا.
53- رد المسيب بن نجبة:
فوثب إليه المسيب بن نجبة فقطع عليه منطقه، ثم قال:
"يابن الناكثين1: أنت تهددُنا بسيفِكَ وغشمِكَ؟ أنت والله أذلُّ من ذلك، إنا لا نلومك على بغضنا وقد قتلنا أباك2 وجَدَّكَ، والله إني لأرجو أن لا يخرجك الله من بين ظهراني أهل المصر حتى يُثَلِّثُوا بك جدك وأباك، وأما أنت أيها الأمير، فقد
__________
1 يشير إلى ما كان من جده طلحة بن عبيد الله إذ بايع الإمام عَلِيًّا ثم نكث بيعته، وقد اعتذر عن ذلك بأنه بايع والسيفُ على عنقه.
2 قتل محمد بن طلحة يوم الجمل مع أبيه ومر به علي، فقال: هذا رجل قتله بره بأبيه وطاعته.

الصفحة 66