كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 2)

لو قاتلتم غدًا أهل مصركم، ما عدم رجل أن يرى رجلا قد قتل أخاه وأباه وحميمه، أو رجلا لم يكن يريد قتله، فاستخيروا الله وسيروا" فتهيأ الناس للشخوص.
وبلغ عبد الله بن يزيد، وإبراهيم بن محمد بن طلحة خروج ابن صرد وأصحابه فرأيا أن يأتياهم، فخرجا إليهم في جماعة من أصحابهما، فلما انتهيا إلى ابن صرد دخلا عليه.
59- خطبة عبد الله بن يزيد:
فحمد اللهَ عبدُ الله بن يزيد، وأثنى عليه، ثم قال:
"إن المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يغشه، وأنتم إخواننا وأهل بلدنا، وأحب أهلِ مصرٍ خلقه الله إلينا، فلا تفجعونا بأنفسكم، ولا تستبدوا علينا برأيكم، ولا تنقصوا عددنا بخروجكم من جماعتنا، أقيموا معنا حتى نتيسر ونتهيأ، فإذا علمنا أن عدونا قد شارف بلدنا، خرجنا إليهم بجماعتنا فقاتلناهم".
وتكلم إبراهيم بن محمد بنحو من هذا الكلام.
60- خطبة سليمان بن صرد:
فحمد اللهَ سليمانُ بنُ صرد وأثنى عليه، ثم قال لهما:
"إني قد علمت أنكما قد محضتما1 في النصيحة، واجتهدتما في المشورة، فنحن بالله وله، وقد خرجنا لأمر، ونحن نسألُ اللهَ العزيمة على الرشد، والتسديد لأصوبه، ولا ترانا إلا شاخصين، إن شاء الله ذلك".
فقال عبدُ اللهِ بنُ يزيد: "فأقيموا حتى نُعَبِّي معكم جيشًا كثيفًا فتلقَوا عدوكم
__________
1 محضه الود وأمحضه: أخلصه.

الصفحة 70