كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 2)

من التوابين أن لا طاقة لهم بمن بإزائهم من أهل الشأم انحازوا عنهم وارتحلوا، وعليهم رفاعة بن شداد البَجَلِيّ.
"وكان ذلك في ربيع الآخر سنة 65هـ"1
__________
1 وقال المسعودي في مروج الذهب: "وقيل إن وقعة الوردة كانت في سنة 66".
63- خطبة عبد الملك بن مروان:
وأُتِيَ عبدُ الملك بن مروان ببشارة الفتح، فصعد المنبر، فحمدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد: فإن الله قد أهلك من رءوسِ أهلِ العراقِ ملقحَ1 فتنةٍ، ورأسَ ضلالةٍ، سليمانَ بنَ صرد، ألا وإن السيوف تركتَ رأسَ المسيب بن نجبة خَذَارِيفَ2، ألا وقد قُتِلَ من رُءوسِهِم رأسَين عظيمَين ضالَّين مُضِلَّين: عبد الله بن سعد أخا الأزد، وعبد الله بن والٍ أخا بكرِ بن وائل، فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاعٌ ولا امتناعٌ".
"تاريخ الطبري 7: 47-83، ومروج الذهب 2: 110"
__________
1 أصله: من ألقحَ النخلةَ، وألقحَ الفحلُ الناقةَ، والريحُ الشجرَ.
2 تركت السيوفُ رأسَه خذاريفَ: أي قطعًا كل قطعة كالخذروف، والخذروف: كعصفور شيء يدوره الصبي بخيط في يديه فيسمع له دوي "النحلة".

الصفحة 73