كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 3-4)

"على أي حال رأيتها?" قالت: رأيتها وقد حملها على حمار من هذه الدواب وهو يسوقها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "صحبهما الله, إن كان عثمان لأول من هاجر إلى الله -عز وجل- بعد لوط" خرجه خيثمة بن سليمان في فضائل عثمان، والملاء في سيرته، والظاهر أن قدومه من الحبشة كان قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة أو بعدها وقبل وقعة بدر؛ لأنه صح أنه كان في وقعة بدر متخلفا بالمدينة على زوجته رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، وضرب له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسهمه وأجره منها، وسيأتي ذكر ذلك في خصائصه، وكانت وقعة بدر لسنة من الهجرة وثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان, وكان قدوم أكثر مهاجري الحبشة-جعفر وأصحابه- موافقًا لفتح خيبر, فأسهم صلى الله عليه وسلم لهم منها، وما أسهم لأحد غاب عن فتح خيبر من غنائمها إلا لجعفر وأصحاب سفينته، وكان فتح خيبر لست سنين من الهجرة وثلاثة أشهر وأحد عشر يومًا.
الفصل السادس: في خصائصه
تقدم من ذلك اختصاصه بأنه أول من هاجر إلى أرض الحبشة في الذكر قبله.
ذكر اختصاصه بعظيم الشرف, وشرف المنقبة بتزوج ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحي إليَّ أن أزوج كريمتي عثمان بن عفان" خرجه الطبراني وخرجه خيثمة بن سليمان عن عروة بن الزبير عن عائشة وزاد بعد قوله "كريمتي" يعني: رقية وأم كلثوم.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فأمرني أن أزوج عثمان كريمتي" وقالت عائشة: كن لما لا ترجو أرجى منك لما

الصفحة 10