كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 3-4)

فجاء أبو بكر يستأذن فأذن له وهو على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن فأذن له وهو على هيئته؛ ثم جاء عثمان يستأذن فتجلل ثوبه ثم أذن له، فتحدثوا ساعة ثم خرجوا، قلت: يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر وعلي وأناس من أصحابك وأنت على هيئتك لم تتحرك, فلما دخل عثمان تجللت ثوبك? قال: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة?" خرجه أحمد، وخرجه رزين مختصرًا وقال البخاري: قال محمد: ولا أقول: ذلك في يوم واحد.
ذكر اختصاصه بالتوصية إليه ألا يخلع قميصًا ألبسه الله إياه:
عن النعمان بن بشير عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان ذات يوم: "يا عثمان, إن الله لعله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه" ثلاثًا قال: قلت: يا أم المؤمنين أين كنت عن هذا الحديث? قالت: يا بني أنسيته كأني لم أسمعه قط, خرجه أبو حاتم والترمذي، وقال: حسن غريب. وفي رواية: "يا عثمان, إن الله يقمصك قميصًا, فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه, ولا كرامة لهم" يقولها مرتين أو ثلاثًا.
وفي رواية قالت: أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عثمان, فأقبل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه وقال: "يا عثمان, إن الله عسى أن يلبسك قميصًا, فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني" فذكره ثلاث مرات. خرجهما أحمد.
وفي رواية أنها قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا عثمان, إن ولاك الله تعالى هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون على أن تقلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه" يقول ذلك ثلاث مرات. قال النعمان بن بشير: فقلت لعائشة ثم ذكر معنى ما تقدم، خرجه أبو الخير القزويني الحاكمي. وفي رواية عن عبد الله بن عمر: "يا عثمان, إن كساك الله قميصًا وأرادوك على

الصفحة 14