كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 3-4)
ذكر اختصاصه بتشييد مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقصيصه:
عن ابن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مبنيا باللبن وسقفه بالجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر وبناه على بنائه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم عمر عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، أخرجه البخاري.
ذكر اختصاصه بأنه نور أهل السماء, ومصباح أهل الأرض:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "قوموا بنا نعد عثمان بن عفان" قلنا: عليل يا رسول الله? قال: "نعم" فقام صلى الله عليه وسلم واتبعناه حتى أتى منزل عثمان, فاستأذن فأذن له فدخل ودخلنا، فوجد عثمان مكبوبًا على وجهه فقال صلى الله عليه وسلم: "ما لك يا عثمان لا ترفع رأسك?" فقال: يا رسول الله إني أستحي -يعني من الله تعالى- قال: "ولم ذاك?" قال: أخاف أن يكون علي غضبان، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "ألست حافر بئر رومة، ومجهز جيش العسرة, والزائد في مسجدي, وباذل المال في رضا الله تعالى ورضاي, ومن تستحي منه ملائكة السماء؟ هذا جبريل يخبرني عن الله -عز وجل- أنك نور أهل السماء, ومصباح أهل الأرض وأهل الجنة" خرجه الملاء.
ذكر اختصاصه بإجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى توسيع مسجد الكعبة:
عن المهلب بن عبد الله أنه دخل على سالم بن عبد الله بن عمر رجل, وكان ممن يحمد عليا ويذم عثمان, فقال الرجل: يا أبا الفضل ألا تخبرني هل شهد عثمان البيعتين كلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح? فقال سالم: لا، فكبر الرجل وقام ونفض رداءه وخرج منطلقا, فلما أن
الصفحة 21
382