كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 3-4)

كان في أيدي المشركين من المسلمين قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر فقال: "يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسرى المسلمين?" قال: بأبي أنت والله, ما لي بمكة عشيرة غيري أكثر عشيرة مني، قال: فدعا عثمان فأرسله إليهم, فخرج عثمان على راحلة حتى جاء عسكر المشركين فعبثوا به وأساءوا له القول, ثم أجازه أبان بن سعيد بن العاص ابن عمه وحمله على السرج وردف خلفه, فلما قدم قال: يابن عم طف، قال: يابن عم إن لنا صاحبًا لا نبتدع أمرًا هو الذي يكون يعمله فتتبع أثره، قال: يابن عم ما لي أراك متحشفا أسبل؟ قال: وكان إزاره إلى أنصاف ساقيه، قال له عثمان: هكذا إزرة صاحبنا, فلم يدع أحدًا بمكة من أسرى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمرو الغفاري.
ذكر شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بموافقته في ترك الطواف لما أرسله في تلك الرسالة:
عن إياس بن سلمة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى فقال الناس: هنيئًا لأبي عبد الله الطواف بالبيت آمنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لو مكث كذا, ما طاف حتى أطوف" خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني.
ذكر اختصاصه بسهم رجل ممن شهد بدرا وأجره, ولم يحضره:
عن عثمان بن وهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما فقال: من هؤلاء القوم? فقالوا: هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ منهم? قالوا: عبد الله بن عمر، قال: يابن عمر إني سائلك فحدثني, هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد? قال: نعم، قال: هل تعلم أنه تغيب عن بدر? قال: نعم، قال: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم

الصفحة 24