كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 3-4)

قد اشتد شوقي إليك, فإلى أين تبادر? قال: "إن عثمان أصبح ملكا عروسا في الجنة, وقد دعيت إلى عرسه".
وقد تقدم عن ابن عباس من حديث الملاء مثله في ذكر صدقته من فصل الفضائل، ولعل الرؤيا تكررت وهو الظاهر، ألا ترى إلى بعض ألفاظها?
ذكر رؤيا الحسن بن علي حال عثمان بعد قتله, وأن الله يطلب بدمه:
عن الحسن بن علي قال: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعًا يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعًا يده على منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأيت عمر واضعًا يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعًا يده على منكب عمر، ورأيت دما دونه فقلت: ما هذا? قالوا: دم عثمان يطلب الله به. خرجه الديلمي في كتاب المنتقى.
ذكر ما قال علي, لما بلغه قتل عثمان:
عن أبي جعفر الأنصاري قال: دخلت مع المصريين على عثمان, فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوًا حتى دخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء، فقال: ويحك، ما وراءك? قلت: والله قد فرغ من الرجل، فقال: تبًّا لك1 آخر الدهر، فنظرت فإذا هو علي, خرجه القلعي وخرجه ابن السمان ولفظه قال: لما دخل على عثمان يوم الدار خرجت فملأت مجتازا بالمسجد, فإذا رجل قاعد في ظله النساء, عليه عمامة سوداء وحوله نحو من عشرة فإذا هو علي، فقال: ما صنع الرجل? قال: قلت: قتل الرجل، قال: تبًّا لهم آخر الدهر.
__________
1 هلاكًا، وليس المراد حقيقة الدعاء على المخبر، بل هو مما يصدر عند انفعال النفس من التأثر.

الصفحة 77