كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 2)

بَابُ التَّسْمِيعِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّأْمِينِ

[٤٠٩] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).
[خ: ٧٩٦]
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ- يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَى حَدِيثِ سُمَيٍّ.
في هذا الحديث: أن المأموم يقول: ((اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ)) إذا قال الإمام: ((سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)) وَلَا يجمع بينهما، وإنما يجمع بين التسميع والتحميد الإمامُ والمنفردُ.
وفيه: الرد على من قال: يجمع بينهما، وهم الشافعية (¬١)، واختاره النووي بأن المأموم يجمع بينهما، فيقول: ((سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد)) (¬٢).
والتحميد جاء فيه أربعة ألفاظ، كلها ثابتة:
الأول: ((ربنا ولك الحمد)) (¬٣) بالواو.
والثاني: ((ربنا لك الحمد)) (¬٤) بحذف الواو.
والثالث: ((اللهم ربنا ولك الحمد)) (¬٥) بالواو مع ذكر ((اللهم)).
والرابع: ((اللهم ربنا لك الحمد)) (¬٦) بحذف الواو، وذكر ((اللهم)).
---------------
(¬١) المجموع، للنووي (٣/ ٤١٩ - ٤٢٠)، روضة الطالبين، للنووي (١/ ٢٥٢).
(¬٢) شرح مسلم، للنووي (٤/ ١٩٣).
(¬٣) أخرجه البخاري (٦٨٩)، ومسلم (٣٩٢).
(¬٤) أخرجه البخاري (٧٢٢).
(¬٥) أخرجه البخاري (٧٩٦).
(¬٦) أخرجه البخاري (٣٢٢٨)، ومسلم (٤٠٩).

الصفحة 58