كتاب تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار (اسم الجزء: 2)
مكانا يريدونه بشرط أن يكونوا جماعة قليلة ويحضر باقي الأمراء والعسكر إلى مصر بالأمان فلم يرضوا بالافتراق ولم يجابوا إلا بمثل الجواب الأول واستقروا ناحية بني سويف ورجعت عنهم عرب الهنادي وفارقوهم.
واستهل ربيع الأول بيوم الجمعة فيه حضر ططرى من الدولة وعلى يده مثال لحسن باشا بأن يقيم بمصر ولا يخرج مع العساكر بل يستمر محافظا في المدينة فتحقق الناس إقامته عدم سفره.
وفيه شرع حسن باشا في عمل شر كفلك فشرعوا في عمله على ساحل بولاق تجاه الديوان وهو عبارة عن متريز مصنوع من أخشاب ممتدة على مقصات من خشب وهي قطع مفصلات يجمعها أغربة من جديد وعلى تلك المدادات عدة حراب حديد مستمرة عليها محددة الأطراف وبين كل مقصين سفل الأخشاب الممتدة مدفع موضوع على شبه بسطة من الخشب ومساحة ذلك نحو أربعمائة وخمسين ذراعا وهو يوضع على هيئات مختلفة مربعا ومدورا والعسكر من داخله متحصنين به وإذا هجمت عليه الخيول رشقت بها تلك الحرب.
وفي يوم الإثنين رابعه ركبت طوائف العسكر والوجاقات ومروا بنظامهم من تحت قصر الآثار وحسن باشا ينظرهم فأعجبه نظامهم وترتيبهم وحسن زيهم ثم تتابعوا في التعدية.
وفي ليلة الخميس رابع عشرة كسف جرم القمر جميعه وكان ابتداؤه من رابع ساعة إلى ثامن ساعة من الليل.
وفي منتصفة حضرت عساكر من الاضات مثل قبرس وقرمان وغير ذلك وجاء الخبر عن الأمراء القبالي أنهم وصلوا إلى أسيوط وتخلف عنهم جملة من المماليك والاتباع في نواحي المنية وغيرها فمنهم من حضر إلى مصر ومنهم من اختفى في البلاد
الصفحة 14
662