كتاب أخبار مكة للأزرقي (اسم الجزء: 2)

تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ ثَمَانٍ وَسِتُّونَ شُرَّافَةً، وَعَدَدُ السَّلَاسِلِ الَّتِي لِلْقَنَادِيلِ سَبْعٌ وَسِتُّونَ سِلْسِلَةً فِيهَا قَنَادِيلُهَا آخِرُ خَبَرِ دَارِ النَّدْوَةِ بِكَمَالِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ
§الرَّمَلُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَمَوْضِعُ الْقِيَامِ عَلَيْهِمَا، وَمَخْرَجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّفَا
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ لَمْ يَلْوِ وَلَمْ يُعَرِّجْ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ دَخَلَ بَيْتًا وَلَا لَوَى لِشَيْءٍ، وَلَا عَرَجَ فِي حَجَّتِهِ هَذِهِ وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَلَا رَكَعَ حَتَّى §بَدَا بِالْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ، وَهَذَا أَجْمَعُ فِي حَجَّتِهِ وَعُمَرِهِ كُلِّهَا»
قَالَ عَطَاءٌ: «فَمَنْ قَدِمَ مُعْتَمِرًا فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِأَنْ يَطُوفَ فِي وَقْتِ صَلَاةٍ لَا يُمْنَعُ فِيهِ الطَّوَافُ، §فَلَا يُصَلِّ تَطَوُّعًا حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا» -[115]- قَالَ: «وَإِنْ وَجَدَ النَّاسَ فِي الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّى مَعَهُمْ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَهَا شَيْئًا حَتَّى يَطُوفَ» قَالَ عَطَاءٌ: «وَإِنْ جَاءَ قَبْلَ الصَّلَوَاتِ كُلِّهِنَّ قُبَيْلَ كُلِّ صَلَاةٍ فَلَا يَجْلِسْ وَلَا يَنْتَظِرْهَا، لِيَطُفْ» قَالَ: فَإِنْ قَطَعَ الْإِمَامُ عَلَيْهِ طَوَافَهُ أَتَمَّ بَعْدَهُ " قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَلَا أَرْكَعُ قَبْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ رَكَعْتُ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا الصُّبْحَ» قَالَ: «فَإِنْ جِئْتَ قَبْلَهَا وَلَمْ تَكُنْ رَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ فَارْكَعْهُمَا وَطُفْ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا أَعْظَمُ شَأْنًا مِنْ غَيْرِهِمَا مِنَ الرُّكُوعِ قَبْلَ كُلِّ صَلَاةٍ» قَالَ عَطَاءٌ: «وَإِنْ جِئْتُ مَغَارِبَ الشَّمْسِ طُفْتُ وَلَمْ أَنْتَظِرْ غُيُوبَ الشَّمْسِ بِطَوَافِي، ثُمَّ لَمْ أُصَلِّ حَتَّى اللَّيْلِ» وَهُوَ يُشَدِّدُ فِي تَأْخِيرِ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ جِدًّا قَالَ: «لَا تُؤَخِّرْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ، إِمَّا لِوَجَعٍ وَإِمَّا لِحِصَارٍ» قَالَ: «فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَسَاعَتَئِذٍ فَطُفْ حِينَ تَدْخُلُ» قُلْتُ لَهُ: إِنِّي رُبَّمَا دَخَلْتُ عَشِيَّةً، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُؤَخِّرَهُ إِلَى اللَّيْلِ قَالَ: «لَا يُؤَخِّرْهُ إِلَّا أَنْ يُمْنَعَ إِنْسَانٌ الطَّوَافَ، فَيُصَلِّيَ تَطَوُّعًا إِنْ بَدَا لَهُ» قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْمَرْأَةُ تَقْدُمُ نَهَارًا حَرَامًا إِنْ كَانَتْ لَا تَخْرُجُ بِالنَّهَارِ قَالَ: «مَا أُبَالِي إِنْ كَانَتْ مَسْتُورَةً أَنْ تُؤَخِّرَ طَوَافَهَا إِلَى اللَّيْلِ»

الصفحة 114