كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
يقتضي الغيبة ولكنه التفت الى الخطاب كي يدخل الجميع في المخاطبة.
«توعدون» من قوله تعالى: هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (¬1).
قرأ القراء العشرة عدا «ابن كثير، وأبي عمرو» «توعدون» بتاء الخطاب (¬2).
وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب، حيث أن السياق المتقدم في قوله تعالى: وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (¬3). يقتضي الغيبة، ولكنه
التفت الى الخطاب، لأن المقصود بالخطاب المتقون، والخطاب فيه بشارة عظيمة لهم، وادخال السرور عليهم.
«يدعون» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ (¬4).
قرأ «نافع، وهشام، وابن ذكوان» بخلف عنه «تدعون» بتاء الخطاب (¬5).
وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب، حيث ان سياق الآية المتقدم من قوله تعالى: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ (¬6). يقتضي الغيبة، ولكنه التفت الى الخطاب، لتوبيخ الذين اتخذوا آلهة من دون الله، والخطاب أبلغ في توبيخهم، وزجرهم.
«منهم» من قوله تعالى: كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (¬7).
قرأ «ابن عامر» «منكم» بكاف الخطاب موضع الهاء (¬8).
موافقة لرسم مصحف أهل الشام، وذلك على الالتفات من الغيبة الى
¬_________
(¬1) سورة ص آية 53.
(¬2) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 277.
(¬3) سورة ص آية 49.
(¬4) سورة غافر آية 20.
(¬5) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 283.
(¬6) سورة غافر آية 6.
(¬7) سورة غافر آية 21.
(¬8) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 284.