كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
«يعلمون» من قوله تعالى: وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (¬1) قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «تعلمون» بتاء الخطاب (¬2) وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث ان صدر الآية:
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ يقتضي الغيبة، ولكنه التفت الى الخطاب تهديدا للمخاطبين والخطاب ألزم للزجر من الغيبة.
«ما توعدون» من قوله تعالى: هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (¬3) قرأ القراء العشرة عدا «ابن كثير» «ما توعدون» بتاء الخطاب (¬4) وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث ان سياق الآية التي قبل وهي قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (¬5) يقتضي الغيبة، فيقال: ما يوعدون، ولكن التفت الى الخطاب على معنى: قل يا «محمد» للمتقين: هذا ما توعدون.
«يؤمنون» من قوله تعالى: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (¬6) قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، ورويس، وخلف العاشر» «تؤمنون» بتاء الخطاب (¬7) وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث أن السياق من قبل وهو قوله تعالى: لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (¬8) لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (¬9) يقتضي الغيبة، ولكن التفت الى الخطاب لأنه ألزم في الانكار من الغيبة.
¬_________
(¬1) سورة الزخرف آية 89.
(¬2) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 297.
(¬3) سورة ق آية 32.
(¬4) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 312.
(¬5) سورة ق آية 31.
(¬6) سورة الجاثية آية 6.
(¬7) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 300.
(¬8) سورة الجاثية آية 4.
(¬9) سورة الجاثية آية 5.