كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

وأبو زيد الأنصاري، والفراء، وأبو عمرو الشيباني» الى أنها تستعمل كثيرا حرفا جارا، وقليلا فعلا متعديا جامدا، لتضمنه معنى «الا» وسمع: «اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان وأبا الأصبع» (¬1) ..... فاذا قيل: «قام القوم حاشا زيدا».
فالمعنى: جانب هو- أي قيامهم، أو القائم منهم، أو بعضهم- زيدا أهـ (¬2).
«منها» من قوله تعالى: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (¬3).
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «منهما» أي بزيادة ميم بعد الهاء، على التثنية، وعودة الضمير الى الجنتين، المتقدم ذكرهما في قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ [الآية 32].
وعلى هذه القراءة جاء رسم المصحف «المدني، والمكي، والشامي» (¬4).
وقرأ الباقون «منها» أي: بحذف الميم، وفتح الهاء، على الافراد، وعود الضمير على الجنة المدخولة، المتقدم ذكرها في قوله تعالى:
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً [الآية 35] وعلى هذه القراءة جاء رسم المصحف البصري، والكوفي.
¬_________
(¬1) انظر: مغني اللبيب ص 165.
(¬2) انظر: مغني اللبيب ص 166.
(¬3) سورة الكهف آية 36.
(¬4) جاء في دليل الحيران: قال في المقنع: «وفي الكهف مصاحف أهل المدينة، ومكة والشام» «خيرا منهما منقلبا» بزيادة ميم بعد الهاء على التثنية.
وفي سائر مصاحف أهل العراق «خيرا منها» بغير ميم على التوحيد أهـ.
انظر: دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 473. قال صاحب الاعلان: ثم منهما:
منقلبا منها العراقي رسما.

الصفحة 18