كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
ويجوز أن تكون «ما» موصولة، ودخلت الفاء في خبرها، لما في الموصول من الابهام الذي يشبه الشرط (¬1).
وهذه القراءة موافقة في الرسم لمصاحف أهل الأمصار غير مصاحف أهل المدينة والشام.
«ما تشتهيه» من قوله تعالى: وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ (¬2).
قرأ «نافع، وابن عامر وحفص، وأبو جعفر» «ما تشتهيه» بزيادة الهاء الضمير، على الأصل، لأنها تعود على «ما» الموصولة، وهذه القراءة موافقة في الرسم لمصاحف أهل المدينة، والشام.
وقرأ الباقون «ما تشتهي» بحذف هاء الضمير لأن عائد الصلة اذا كان متصلا منصوبا بفعل تام، أو بوصف جاز حذفه (¬3).
قال ابن مالك: والحذف عندهم كثير منجلي في عائد متصل ان انتصب بفعل أو وصف كمن نرجو يهب.
قال «أبو عمرو الداني»: وفي مصاحف أهل المدينة، والشام «ما تشتهيه الأنفس» بهاءين، قال «أبو عبيد القاسم بن سلام»:
ورأيته بهاءين في الإمام أهـ.
وفي سائر المصاحف «تشتهي» بهاء واحدة، هـ (¬4).
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: بما في فبما مع يعلما بالرفع عم.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 290. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 213. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 251.
(¬2) سورة الزخرف آية 71.
(¬3) قال ابن الجزري: وتشتهيه ها زد عم علم.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 296. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 222. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 262.
(¬4) انظر: المقنع في مرسوم المصاحف ص 107.
الصفحة 22
400