كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

و «طعام» بالخفض على الاضافة، وذلك على أن «كفارة» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: أو عليه كفارة طعام مساكين.
وقرأ الباقون «كفارة» بالتنوين، و «طعام» بالرفع، وذلك على أن «كفارة» خبر لمبتدإ محذوف، و «طعام» عطف بيان على «كفارة» لأن الكفارة هي الطعام، والتقدير:
أو عليه كفارة هي طعام مساكين (¬1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «مساكين» هذا بالجمع، لأن قتل الصيد لا يجزئ فيه إطعام مسكين واحد، بل جماعة مساكين.
«يستطيع ربك» من قوله تعالى: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ (¬2).
قرأ «الكسائي» «تستطيع» بتاء الخطاب مع إدغام لام «هل» في تاء «تستطيع» والمخاطب سيدنا «عيسى» عليه السلام، «ربك» بالنصب على التعظيم، والمعنى: هل تستطيع سؤال ربك، وهو استفهام فيه معنى الطلب، أي: اسأل لنا ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء.
وقرأ الباقون «يستطيع» والمعنى: هل يطيعك ربك ويجيبك على مسألتك، واستطاع حينئذ تكون بمعنى أطاع.
ويجوز أن يكونوا سألوه سؤال مختبر هل ينزل أو لا، وذلك لأن الحواريين مؤمنون ولا يشكون في قدرة الله تعالى (¬3).
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري:
جزاء تنوين عفا ... ظهراء مثل رفع خفضهم وسم
والعكس في كفارة طعام عم انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 45. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 418.
(¬2) سورة المائدة آية 112.
(¬3) قال ابن الجزري: ويستطيع ربك سوي عليهم.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 46. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 432. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 199.

الصفحة 225