كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، ويعقوب» «ولتستبين» بتاء التأنيث، ورفع لام «سبيل» على أن «تستبين» فعل مضارع من «استبان» اللازم نحو «استبان الصبح» بمعنى: ظهر، وبناء عليه يكون «تستبين» فعل مضارع و «سبيل» فاعل، وجاز تأنيث الفعل
لأن الفاعل مؤنث مجازيا، وعليه قول الله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ (¬1).
وقرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وليستبين» بياء التذكير، ورفع لام «سبيل» وتوجيهها كتوجيه قراءة «ابن كثير» ومن معه، لكن على تذكير الفعل، وعليه قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (¬2).
«درجات» من قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (¬3).
ومن قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (¬4).
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «درجات» في السورتين بتنوين التاء، وذلك على أن الفعل مسلط على «من» المرفوع في الحقيقة هو صاحب الدرجات، لا الدرجات، كقوله تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ (¬5).
وبناء عليه يكون «درجات» منصوبا على الظرفية، و «من» مفعول «نرفع» والتقدير: نرفع من نشاء مراتب ومنازل.
وقرأ «يعقوب» بتنوين التاء في موضع الانعام فقط.
وقرأ الباقون «درجات» بغير تنوين، وذلك على أن الفعل مسلط على
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: ويستبين صون فن روى سبيل لا المديني انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 52. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 433. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 209. سورة يوسف آية 108.
(¬2) سورة الأعراف آية 146.
(¬3) سورة الأنعام آية 83.
(¬4) سورة يوسف آية 76.
(¬5) سورة البقرة آية 253.