كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
«درجات» فتكون مفعول «نرفع» ودرجات مضافا و «من» مضافا اليه، لأن الدرجات اذا رفعت فصاحبها مرفوع اليها، كما في قوله تعالى: رَفِيعُ الدَّرَجاتِ [غافر 15] فأضاف الرفع الى «درجات».
فالقراءتان متقاربتان في المعنى، لأن من رفعت درجاته فقد رفع، ومن رفع فقد رفعت درجاته.
وقرأ «يعقوب» بغير تنوين في موضع يوسف فقط (¬1).
«الدرجة» نحو المنزلة درجة اذا اعتبرت بالصعود، دون الامتداد على البسيط كدرجة السلم، ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة.
قال تعالى: وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (1) تنبيها لرفعه منزلة الرجال على النساء في العقل، والسياسة ونحو ذلك (¬2).
وجاء في «التاج»: «ومن المجاز» يقال: «درج الرجل» كسمع: اذا صعد في المراتب، لأن «الدرجة» بمعنى المنزلة، والمرتبة (¬3).
«ولتنذر» من قوله تعالى: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها (¬4).
قرأ «شعبة» «ولينذر» بياء الغيبة، على أن الفعل مسند الى ضمير
«الكتاب» والمراد به «القرآن الكريم» كما قال تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ (¬5).
وكما قال تعالى في سورة الأنبياء: قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ (¬6).
وقرأ الباقون «ولتنذر» بتاء الخطاب، والمخاطب الرسول «محمد»
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: ودرجات نونوا كفا معا يعقوب معهم هنا انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 55. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 215، 342. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 437.
(¬2) انظر: المفردات مادة «درج» ص 167.
(¬3) تاج العروس مادة «درج» ح 2 ص 40.
(¬4) سورة الأنعام آية 92.
(¬5) آية 52.
(¬6) آية 45.