كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
لهم، فحسن اضمار «الوصل» بعد «تقطع» لدلالة الكلام عليه (¬1).
جاء في «المفردات»: «بين» موضوع للخلالة (¬2) بين الشيئين ووسطهما، قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (¬3).
«وبين» يستعمل تارة اسما، وتارة ظرفا:
فمن قرأ «بينكم» برفع النون جعله اسما.
ومن قرأ «بينكم» بنصب النون جعله ظرفا غير متمكن.
فمن الظرف قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (¬4).
ولا يستعمل «بين» الا فيما كان له مسافة، نحو: «بين البلدين».
أوله عدد ما: اثنان فصاعدا، نحو: «بين الرجلين وبين القوم».
ولا يضاف الى ما يقتضي معنى الوحدة الا اذا كرر، نحو قوله تعالى:
فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً (¬5).
«وبين» يزاد فيه «ما» أو «الالف» فيجعل بمنزلة «حين» نحو:
«بينما زيد يفعل كذا» «وبينا يفعل كذا» أهـ (¬6).
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: بينكم ارفع في كلا حق صفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 1 ص 56. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 440. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 217.
(¬2) الخلالة بكسر الخاء: الفرجة بين الشيئين، قال تعالى: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ سورة التوبة آية 47.
(¬3) سورة الكهف آية 32.
(¬4) سورة الحجرات آية 1.
(¬5) سورة طه آية 58.
(¬6) انظر: المفردات مادة «بين» ص 67 - 68.