كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
برفع «غير» على حذف الخبر، أي «مقبوضا».
وبنصبها على اضمار «الاسم» أي ليس المقبوض غيرها (¬1).
ثم قال: «ولا تتعرف» «غير» بالاضافة لشدة ابهامها.
وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين:
أحدهما: وهو الأصل: أن تكون صفة للنكرة، نحو قوله تعالى:
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (¬2).
أو صفة لمعرفة قريبة من النكرة، نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (¬3).
والثاني: أن تكون استثناء فتعرب باعراب الاسم التالي «الا» في ذلك الكلام، فتقول: «جاء القوم غير زيد» بالنصب، و «ما جاءني أحد غير زيد» بالنصب والرفع.
قال «ابن مالك»:
واستثن مجرورا بغير معربا ... بما لمستثنى بالا نسبا
وقرئ «ما لكم من اله غيره» بالجر على اللفظ.
وبالرفع على الموضع» أهـ (¬4).
«أو أمن» من قوله تعالى أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (¬5).
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «أو أمن» بسكون الواو من «أو» غير أن «ورشا» ينقل حركة الهمزة من «أمن» على الواو من «أو» على أصله.
¬_________
(¬1) انظر: مغني اللبيب ص 209.
(¬2) سورة فاطر آية 37.
(¬3) سورة الفاتحة آية 7.
(¬4) انظر: مغني اللبيب ص 210.
(¬5) سورة الأعراف آية 98.