كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
وقرأ «رويس» «اللَّه» برفع الهاء في حالة الابتداء بها، وقد سبق توجيه ذلك.
أما حالة وصل «اللَّه» بما قبله وهو: إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ فان «رويسا» يقرأ «اللَّه» بالخفض، على أنه بدل مما قبله.
وقرأ الباقون «اللَّه» وصلا، وابتداء بالجر، على أنه بدل مما قبله (¬1).
«على» من قوله تعالى: قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (¬2).
قرأ «يعقوب» «على» بكسر اللام، وضم الياء منونة، من علو الشرف، وهو نعت «الصراط» كقولك: «هذا صراط مرتفع مستقيم» والمراد بالصراط: «الدين».
وقرأ الباقون «على» بفتح اللام، وبالياء المشددة المفتوحة من غير تنوين، قيل: «علي» بمعنى «اليّ» فيتعلق بمستقيم، أو يكون نعتا الى «صراط».
ويجوز أن يكون «علي» خبر المبتدأ محذوف، والتقدير: «استقامته علي» (¬3).
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري:
وعم رفع الخفض في اللَّه الذي ... والابتداء غير
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 133. والكشف عن وجوه القراءات ج 3 ص 25. والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 354.
(¬2) سورة الحجر آية 41.
(¬3) قال ابن الجزري: ولا ما على فاكسر نون ارفع ظاما.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 139. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 362. وشرح طيبة النشر ص 325. والتبيان في اعراب القرآن ج 2 ص 781.