كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

«أليم» من قوله تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (¬1).
ومن قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (¬2).
قرأ «ابن كثير، وحفص، ويعقوب» «اليم» في الموضعين، برفع الميم، على أنه صفة «لعذاب».
وقرأ الباقون «أليم» في الموضعين بخفض الميم، على أنه صفة «لرجز» (¬3).
«الريح» من قوله تعالى: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ (¬4).
قرأ «شعبة» «الريح» برفع الحاء، على أنه مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله وهو «ولسليمان» وحسن ذلك لأن «الريح» لما سخرت له صارت كأنها في قبضته، اذ عن أمره تسير، فأخبر عنها أنها في ملكه، اذ هو مالك أمرها لأن سيرها به.
وقرأ الباقون «الريح» بالنصب، على أنها مفعول لفعل محذوف، والتقدير: وسخرنا لسليمان الريح، لأنها سخرت له، وليس بمالكها على الحقيقة، ويقوي قراءة النصب اجماع القراء على النصب في قوله تعالى: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها (¬5)
¬_________
(¬1) سورة سبأ آية 5.
(¬2) سورة الجاثية آية 11.
(¬3) قال ابن الجزري:
وارفع الخفض غنا عم كذا اليم ... الحرفان شم دن عن غذا
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 253. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 150، 229. والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 201.
(¬4) سورة سبأ آية 12.
(¬5) سورة الأنبياء آية 81.

الصفحة 276