كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
قرأ «شعبة» «بزينة» بالتنوين و «الكواكب» بالنصب على أن «الزينة» مصدر، و «الكواكب» مفعول به كقوله تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً (¬1) والفاعل محذوف، اي بأن زين اللَّه الكواكب في كونها مضيئة حسنة في نفسها.
وقرأ «حفص، وحمزة» «بزينة» بالتنوين، و «الكواكب» بالخفض على أن المراد بالزينة ما يتزين به، وهي مقطوعة عن الاضافة، والكواكب عطف بيان، أو بدل بعض من كل، لأنها هي الزينة للسماء، فكأنه قال: انا زينا السماء الدنيا بالكواكب فالدنيا نعت للسماء، أي زينا السماء القريبة منكم بالكواكب.
وقرأ الباقون «بزينة» بحذف التنوين، و «الكواكب» بالخفض، على اضافة «زينة» الى «الكواكب» وهي من اضافة المصدر الى المفعول به، كقوله تعالى: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ (¬2).
«أو آباؤنا» من قوله تعالى: أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (¬3) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (¬4).
قرأ «قالون، وابن عامر، وأبو جعفر»، «أو» باسكان الواو، في الموضعين، و «أو» حرف عطف، يفيد الاباحة في الانكار، أي انكروا بعثهم وبعث آبائهم بعد الموت.
قال «ابن هشام» و «أو» تأتي لعدة معان، منها:
الاباحة، وهي الواقعة بعد الطلب، وقيل: ما يجوز فيه الجمع
¬_________
(¬1) سورة البلد آية 14 - 15.
(¬2) قال ابن الجزري: بزينة نون قد اغلى بعد صف فانصب.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 269. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 171. والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 221. سورة فصلت آية 49.
(¬3) سورة الصافات آية 17.
(¬4) سورة الواقعة آية 48.