كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

«والمتصدق»: معطيها، وهكذا هو في القرآن، وهو قوله تعالى:
وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (¬1).
وقال «الخليل بن أحمد» ت 170 هـ (¬2).
«المعطي متصدق، والسائل متصدق وهما سواء» أهـ.
قال «الأزهري»، محمد بن أحمد بن الأزهري ت 370 هـ.
«وحذاق النحويين ينكرون أن يقال للسائل متصدق ولا يجيزونه» أهـ (¬3).
«تساءلون» من قوله تعالى: واتقوا الله الذي تسائلون به (¬4).
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تساءلون» بتخفيف السين، وذلك على حذف احدى التاءين، لأن أصلها «تتساءلون».
وقرأ الباقون «تساءلون» بتشديد السين، (¬5) وذلك على ادغام التاء في السين، وذلك لتقارب مخرج التاء والسين، اذ التاء تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، والسين تخرج من طرف اللسان مع اطراف الثنايا السفلى (¬6) وكذلك لاشتراك التاء مع السين في الصفات الآتية:
الهمس، والاستفال، والانفتاح، والاصمات (¬7).
¬_________
(¬1) سورة يوسف آية 88.
(¬2) هو: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، الأزدي، البصري «أبو عبد الرحمن» نحوي، لغوي، وأول من استخرج العروض وحصن به أشعار العرب، من مصنفاته: العروض، النقط والشكل، الايقاع، الجمل، كتاب العين، توفي بالبصرة عام 170 هـ الموافق 786 م:
انظر: ترجمته في معجم المؤلفين ح 4 ص 112.
(¬3) انظر: تاج العروس مادة «صدق» ج 6 ص 406.
(¬4) سورة النساء آية 1.
(¬5) قال ابن الجزري: تساءلون الخف كوف.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 24. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 150. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 375.
(¬6) انظر: الرائد في التجويد ص 41.
(¬7) انظر: المصدر المتقدم ص 48.

الصفحة 29