كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
وقرأ الباقون، بنصب اللام، والياء، وهما منصوبان «بأن» مضمرة، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على «وحيا» وهو الوجه الثاني «لابن ذكوان» (¬1).
«أن كنتم» من قوله تعالى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (¬2).
قرأ «نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «ان كنتم» بكسر الهمزة، على أن «أن» حرف شرط، وجواب الشرط يفسره ما قبله وهو: «أفنضرب عنكم الذكر صفحا» والمعنى: ان كنتم قوما مسرفين نترككم، ونضرب عنكم الذكر صفحا.
وقرأ الباقون: «أن كنتم» بفتح الهمزة، على أنه مفعول من أجله، والمعنى: أفنضرب عنك الذكر صفحا من أجل أن كنتم قوما مسرفين (¬3)، «لما متاع» من قوله تعالى: وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا (¬4).
قرأ «عاصم، وحمزة، وابن جماز، وهشام» بخلف عنه «لما» بتشديد الميم على أن «لما» بمعنى «الا» و «ان» نافية.
وقرأ الباقون: «لما» بتخفيف الميم، وهو الوجه الثاني «لهشام» على أن «أن» مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة، و «ما»
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: ويرسل رفعا يوحي فسكن ما زخلفا أنصفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 291. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 215. والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 253.
(¬2) سورة الزخرف آية 5.
(¬3) قال ابن الجزري: ان كنتم بكسرة مدا شقا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 292. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 216. والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 255.
(¬4) سورة الزخرف آية 35.