كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
المعنى: وكل أمر من الأمور منته الى غاية، فالخير يستقر بأهل الخير والشر يستقر بأهل الشر.
قال «الفراء» ت 217 هـ. يستقر قراءة تكذيبهم، وقرار قول المصدقين حتى يعرفوا حقيقته بالثواب والعقاب» أهـ (¬1).
وقرأ الباقون «مستقر» برفع الراء على أنه خبر «كل» (¬2).
«والحب ذو العصف والريحان» من قوله تعالى:
وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (¬3).
قرأ «ابن عامر» «والحب ذو العصف والريحان» بنصب الأسماء الثلاثة، عطفا على «والأرض» من قوله تعالى: وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (¬4).
لأن لفظ «وضعها» يدل على خلقها، فكأنه تعالى قال: وخلق الأرض خلقها، وفي الكلام اشتغال، ثم قال: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ [الآية 12].
أو أن «والحب» مفعول لفعل محذوف، تقديره: وخلق «الحب» قال «الشوكاني»: «الحب»: هو جميع ما يقتات من الحبوب.
و «العصف» قال «السدي، والفراء»: هو بقل الزرع، وهو أول ما ينبت به.
قال «ابن كيسان»: يبدو أولا ودقا، وهو العصف، ثم يبدو له ساق، ثم يحدث اللَّه فيه اكماما، ثم يحدث في الأكمام الحب.
وقال «الحسن»: «العصف»: التبن، وقال «مجاهد»: هو ورق الشجر والزرع، وقيل: هو الزرع الكثير، يقال: قد أعصف الزرع، ومكان معصف: أي كثير الزرع.
و «الريحان»: الورق في قول الأكثر، وقال «الحسن والضحاك»:
¬_________
(¬1) انظر: تفسير الشوكاني ج 5 ص 121.
(¬2) قال ابن الجزري: مستقر خفض رفعه ثمد.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 319. والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 263.
(¬3) سورة الرحمن آية 12.
(¬4) سورة الرحمن آية 10.