كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)
الباب السادس «كسر همزة «ان» المشددة وفتحها»
«كسر همزة «ان» المشددة وفتحها» لقد تتبعت الكلمات القرآنية التي قرئت بفتح الهمزة تارة، وبكسرها أخرى واقتبستها وجعلتها في هذا الباب.
وقبل الدخول في توجيه هذه الكلمات وتخريجها أجد من تمام المنفعة أن ألقي الضوء على الأحوال التي يجوز فيها كسر الهمزة، وفتحها، فأقول:
يجوز كسر همزة «أن» المشددة، وفتحها فيما يلي:
1 - اذا وقعت بعد «اذا» الفجائية (¬1).
نحو قولك: «خرجت فاذا ان زيدا قائم» فمن كسر الهمزة جعل
«ان» واسمها وخبرها جملة مستقلة، والتقدير: خرجت فاذا زيد قائم.
ومن فتح الهمزة جعل «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، خبره «اذا» الفجائية، والتقدير: خرجت فاذا في الحضرة قيام زيد.
¬_________
(¬1) اختلف النحويون في «اذا» الفجائية:
فقال «الأخفش الأوسط» ت 215 هـ: هي حرف، واختار هذا «ابن مالك» وبناء على هذا القول جاز في همزة «أن» الفتح والكسر، فالفتح على تقدير «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ خبره محذوف، أو خبر لمبتدإ محذوف. والكسر على تقدير «أن» وما بعدها جملة تامة مستقلة أهـ. وقال «محمد بن يزيد المبرد» ت 285 هـ: «هي ظرف مكان» أه. واختار هنا «دواجن عصفور علي بن مؤمن الاشبيلي ت 663 هـ. وقال «الزجاج إبراهيم بن السري» ت 311 هـ: هي ظرف زمان» أهـ. واختار هذا «الزمخشري» محمود ابن عمر الخوارزمي ت 538 هـ. وبناء على هذين القولين يجب فتح همزة «أن» على أنها مع ما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ خبره الظرف قبله.