كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

ويجوز أن يكون الخبر محذوفا، والتقدير: خرجت فاذا قيام زيد موجود.
ب- يجوز كسر همزة «ان» وفتحها اذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها، اللام، سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية، والفعل فيها ملفوظ به، نحو قولك: «حلفت ان زيدا
قائم» أو غير ملفوظ به نحو قولك: «والله ان زيدا قائم».
أو كانت الجملة المقسم بها اسمية نحو قولك: «لعمرك ان زيدا قائم».
ج- وكذلك يجوز الفتح، والكسر في همزة «ان» اذا وقعت «ان» بعد فاء الجزاء نحو قوله تعالى: وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (¬1).
فقد قرأ بفتح همزة «فانه» كل من «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب».
وقرأ بكسرها باقي القراء العشرة (¬2).
فالفتح على جعل «ان» بعدها مصدرا مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: «فالغفران جزاؤه» أو على جعلها خبرا لمبتدإ محذوف، والتقدير: «فجزاؤه الغفران».
والكسر على جعلها مع اسمها وخبرها جملة وقعت جوابا «لمن».
د- وكذلك يجوز الفتح والكسر في همزة «ان» اذا وقعت «ان» بعد مبتدأ هو في المعنى قول، وخبر «ان» قول، والقائل واحد، نحو قولك: «خير القول اني احمد الله» فمن فتح جعل «ان» وصلتها مصدرا خير، عن «خير» والتقدير: «خير القول حمد الله» فخير مبتدأ: وحمد الله خبره.
ومن كسر جعلها جملة خيرا عن «خير» ولا تحتاج هذه الجملة الى رابط. لأنها نفس المبتدأ في المعنى.
¬_________
(¬1) سورة الأنعام الآية 54
(¬2) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 51 - 52.

الصفحة 48