كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 2)

وقرأ الباقون «يكون» بياء التذكير، حملا على تذكير معنى «الأسرى» لأن المراد به «الرجال».
وأيضا للفصل بين «أسرى» و «يكون» بالجار والمجرور (¬1) «تقبل» من قوله تعالى: وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ (¬2).
قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يقبل» بالياء، على تذكير الفعل، لأن «نفقاتهم» تأنيثها غير حقيقي، ولأنه قد فرق بينها وبين الفعل بالجار والمجرور: «منهم» ولأن النفقات أموال، فكأنه تعالى قال: وما منعهم أن يقبل منهم أموالهم، فحمل على المعنى فذكر.
وقرأ الباقون «تقبل» بالتاء، على التأنيث، وذلك لتأنيث لفظ «نفقات» فأنث الفعل ليوافق اللفظ المعنى (¬3).
«يزيغ» من قوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ (¬4).
قرأ «حفص، وحمزة» «يزيغ» بالياء، على تذكير الفعل، واسم «كاد» ضمير الشأن، وجملة «يزيغ قلوب فريق منهم» خبر «كاد» وجاز تذكير الفعل لأن الفاعل جمع تكسير، كما قال تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ [آل عمران 39] على قراءة «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر».
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: أن يكون أنثا ثبت حما انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 92. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 495. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 272. حجة القراءات ص 313.
(¬2) سورة التوبة آية 54.
(¬3) قال ابن الجزري: يقبل رد فتى.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 97. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 503. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 279. وحجة القراءات ص 319.
(¬4) سورة التوبة آية 117.

الصفحة 76