كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

101…ومن الوصايا المنقولة عن عمر " علموا أولادكم العوم والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً، وروّوهم ما يجْمُلُ من الشّعْر " (1).
ونقل ابن سلام عن عمر بن الخطاب قوله: " كان الشعرُ عِلْم قومٍ لم يكن لهم عِلْمٌ أصحُّ منه ". [24/ 1 من الطبقات].
وهو ظاهرة خبر يُفْهَمُ منه التوجيه إلى المصادر التي يؤخذ منها تاريخ الجاهلية ... ونقل ابن حجر في " الإصابة " أن عمر بن الخطاب كتب إلى عامله بالكوفة " سلْ لبيداً، والأغلب العجلي (2) ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال الأغلب: أرجزاً سألت أم قصيدا؟ فقد سألتَ هيّناً موجودا أما لبيد (3)، فقال: أبدلني اللَّهُ بالشِّعْر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عُمَرُ…
__________
(1) في الجامع الصغير في السيوطي، روايات مرفوعة، " علموا أولادكم السباحة والرمي والمرأة المغزل ".
عن البيهقي في شعب الإيمان، ورمز إليه (ض) .. و " علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعْمَ لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فَأَجِبْ أُمَّك ".
عن الديلمي في مسند الفردوس، ورمز إليه برمز (ح ـ حسن).
"وعلموا بنيكم الرقيّ فإنه نكاية العدو " عن مسند الفردوس، ورمز إليه (ض).
(2) الأغلب العجلي: الراجز المشهور، معدود في الصحابة، سكن الكوفة، وله أرجوزة في هجاء سجاح، لما تزوجت مسيلمة الكذاب من [الطبقات ص 740] ونقل ابن حجر عن أبي الفرج الأصبهاني، أن عمر أنقص من عطائه خمسمائة، وجعله في عطاء لبيد، وهذه الزيادة ليست ثلبتة في جميع الروايات.
(3) لبيد بن ربيعة العامري، الشاعر المشهور الذي عُمِّر حتى بلغ 145 سنة وفي الصحيحين: " أصدق كلمةٍ قالها الشاعرُ، كلمة لبيد " ألا كلُّ شيء ما خلا اللَّهَ باطلُ ".
وقرأ نصف البيت .. ويقال: إنه لم يقل في الإسلام شعراً، ويقصدون أنه لم يقل قصائد كاملة، أما الأبيات المفردة، فيظهر أنه قالها، وأضافها إلى بعض قصائده، ومن أبياته الإسلامية: قوله: ما عاتب المرءَ اللبيب كنفسه والمرءُ يُصلحه الجليسُ الصالح وقوله: الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى لبستُ من الإسلام سربالا

الصفحة 101