كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
106….
. أعاد عُمَرُ البيت وقال:
الكَيْسُ والقوّة .. البيت.
وجعل عمر يردد البيت ويتعجّب منه ... وروى ابن قتيبة في "الشعر والشعراء ص 82 " أن عمر قال لبعض أولاد هرم بن سنان ـ ممدوح زهير ـ أنشدني بعض ما قال فيكم زهير، فأنشده فقال: لقد كان عمر يقول فيكم فيحسن، فقال: يا أمير المؤمنين، إنا كنا نعطيه فنجزل، فقال عمر: " ذهب ما أعطيتموه وبقى ما أعطاكم " ونقل ابن قتيبة، أن عمر ذكر أمرأ القيس فقال: " سابق الشعراء، خَسَفَ لهم عَيْنَ الشّعْر ص 68 ".
الثالث: من أخبار عمر الأدبية، أنه كان يتمثل بالشعر، وينشده، ويحكم عليه.
لما روى ابن الجوزي في مناقب عمر ص 188 عن الأصمعي قال: ما قطع عُمَرُ أمراً إلا تمثَّل ببيت من الشعر.
وعن الشعبي قال: كان عُمَرُ شاعراً.
وروى الجاحظ عن محمد بن سلام، عن بعض أشياخه قال: " كان عُمَرُ بن الخطاب لا يكادُ يعرضُ له أمرٌ إلا أنْشَدَ فيه بيتَ شِعْرٍ ". [البيان والتبييت 241/ 1] وروى ابن سلام أن عمر بن الخطاب قال ـ لوفد غطفان ـ أي شعرائكم يقول:
فلستَ بمستبقٍ أخاً لا تَلَمُّه إلى شَعَثٍ أيُّ الرجال المهذب (1) ..
قالوا: النابغة، قال: هو أشعرهم.
وروى ابن قتيبة عن الشعبي قال: فضّل عمر بن الخطاب النابغة على الشعراء غير مرّة.
خرج وببابه وفد غطفان، فقال: أي شعرائكم الذي يقول:…
__________
(1) قوله: " إلى شعث " أي: مع شعثٍ، كقولهم: هو حليم إلى أدب وفقه، أي: مع. وقولهم: أحمد الله إليك، أي: معك. والرواية المشهورة "على شعث" ومعنى البيت: مع ما ترى ما فيه من زللٍ، فتلمّه وتصلحه، وتجمع ما تشعث من أمره بالخلاف أو سوء العشرة، أو قلة التفطن.