كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
107…
حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبةً وليس وراءَ الله للمرء مذهبُ قالوا: النابغة.
قال: فأيُّ شعرائكم الذي يقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خِلْتُ أن المنتأى عنك واسعُ
.. قالوا: النابغة، قال: هذا أشعر شعرائكم.
وانظر " مناقب عمر " لابن الجوزي، فقد عقد بابا ً في ذكر ما تمثل به عُمَرُ من الشعر، ص 187 ـ 188.
الرابع: من أخبار عمر الأدبية: تأثره بما يسمع من الشعر، وانفعاله بمعانيه: لما روى ابن الجوزي في المناقب: قال: وقف أعرابي على عمر بن الخطاب فقال:
يا عُمَر الخير جُزيت الجنة اكسُ بنياتي وأُمَهُنَّه
أقسمتُ بالله لتَفْعَلنَّه
قال: فإن لم أفعل، يكون ماذا؟
قال:
إذاً أبا حفصٍ لأذهبنّه
قال: فإذا ذهبت يكون ماذا؟
قال:
يكون عن حالي لتُسْأَلَنَّه يوم تكون الأعطيات هنه
إما إلى نارٍ وإما جنّة
قال: فبكى عمر حتى أخْضَلَ لحيته، وقال لغلامه: يا غلام أعطه قميصي هذا، لذلك اليوم، لا لشعره.
ثم قال: والله ما أملك غيره.
…