كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

115…
.. فاستعدى عليه الزبرقانُ عُمَرَ، فأقدمه عُمَرُ، وقال للزبرقان ما قال لك ..
فقال: البيت .. فقال عمر ـ يريد دفع الحدود بالشبهة ـ ما أسمعُ هجاءً، ولكنها معاتبة.
فقال الزبرقان: أو ما تبلغ مروءَتي إلا أن آكل وألبس؟ فقال عمر لحسان بن ثابت: ما تقولُ؟ أهجاه؟ قال ابن سلاّم: وَعُمَرُ يعلم من ذلك ما يعلم حسّان، ولكن أراد الحجّة على الحطيئة.
قال حسان: ذرق عليه ‍! ‍‍‍‍‍‍ فألقاه عُمرُ في حُفْرة اتخذها مَحْبساً.
.. فقال الحطيئة الأبيات التي رويناها في الفقرة السابقة شاهداً لتأثر عُمر بالشعر.
السادس: من أخبار عمر الأدبية: المناظرة، بالشعر: وفي هذا السياق نقل ابن حجر في ترجمة فرات بن زيد الليثي من [الإصابة 211/ 3] قال: " دخل فرات بن زيد على عمر بن الخطاب وكان ذا مالٍ كثير، وكان يبخّل، وكان من ألبّاء العرب وذوي العلم والرأي، فوجد عمر يعطي المهاجرين والأنصار، فقال له، مَنْ الذي يقول يا فرات:
الفَقْرُ يُزْرى بالفتى في قومه والعينُ يُغضيها الكريم على القذى
والمالُ يبسطُ للئيم لسانَه حتى يصيركأنه شيءٌ يُرى
والمال جُدْ بفضوله ولتعَلَمَنْ أنَّ البخيل يصيرُ يوماً للثرى
... فقال: لا أدري يا أمير المؤمنين، غير أني عرفتُ أنَّ أخا بني ضبيعة، أشعرُ الناس حيث يقول:
وإصلاحُ القليل يزيد فيه ولا يبقى الكثيرُ مع الفساد
فقال عمرُ: قول الله عزَّ وجلَّ: (ومَنْ يُوْقَ شُحَّ نفسه فأولئك هم…

الصفحة 115