كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

120…
قال: " يُقالُ إنه ـ أي بُقَيلة ـ أمدَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ويُقال: هو صاحب الخيل يوم أُحد، يعني خيل أشجع " فقوله: يُقالُ: من أضْعَف صور الرواية وقوله: " أمدّ .. كذا " لا يصحُّ، لأن بُقَيلة المزعوم، من أشجع، وأشجع من غطفان وغطفان كانت على كفرها يوم أُحد، بل كانت غطفان من الأحزاب التي تألبت على المدينة يوم الخندق.
ثم قال: ويقالُ: بل صاحب الخيل " مِسْعر الأشجعي " وهذا لا يصحُّ أيضاً، لأن ابن هشام يذكر " مِسْعر بن رخيله " قائداً على مَنْ تابعه من قومه من أشجع يوم الخندق.
ولكن الذي أسلم إبان وقعة الخندق، هو نُعيم ين مسعود الأشجعي، واتّفق مع رسول الله أن يخذّلَ الأحزاب، عن المدينة، ففَعَلَ. [السيرة النبوية لابن هشام 229.وحمهرة النسب لابن حزم 250].
(ب) قال ابن شبّة في [تاريخ المدينة 284/ 1] في باب: " ما قيل في المدينة من الشعر " وقال نُفيلة بن المنهال الأشعار، وكان ممن شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص .. ومن الناس مَنْ يقول: " بُقَيلة " قال: " وقد وجدتُ هذه القصيدة في بعض الكتب تنسب إلى أبي المنهال الأشجعي الأصغر " فهناك إذن اختلاف، هل هو " نُفيلة " أو " بُقيلة " وهناك أبو المنهال الأكبر، كما جاء في الإصابة، وأبو المنهال الأصغر كما جاء عند ابن شبّة، والآمدي: وأبو المنهال الأصغر، له شعر أيضاً في جبل سَلْع، يقول فيه:
حَلَفْتُ لها بما عَزّتْ قريش وما حوت المشاعرُ يَوْمَ جَمْع
لأنتِ على التَّنائي فاعلميه أحبُّ إليَّ من بَصَري وسمْعي
لعمرك إنني لأُحبُّ سَلْعاً لرؤيتها ومن أكناف سَلْعِ
... [المؤتلف والمختلف ص 63]. وأنشد ياقوت الحموي الأبيات في مادة " سلع " وعزاها عن الأصمعي لقيس بن ذريح.

الصفحة 120