كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

124…
(م) رائحة الصنعة التعليميّة تفوح من خلال الأبيات: فالقوافي مجلوبة لغرض تعليمي، والمفردات مقصودة للغرض نفسه وتعداد القبائل فيه ما فيه .. وإليك التحليل:
1 ـ في البيت الأول:
ألا أبلغ أبا حَفْصٍ رسولاً فدالك من أخي ثقة إزاري
.. أراد الناظم أنْ يقول: إنَّ " رسولاً " تأتي بمعنى " الرسالة " وأراد أن يقول: إنّ الإزار في " قوله: إزاري " يكنّى به عن النفس وعن المرأة أراد أن يقول: فدى لك نفسي وأهلي.
2 ـ قوله: فما قُلُصٌ .. لمختلف النّجار: القُلُص: جمع قلوص، وهي الناقة الشابة، وأراد أن يقول: إن العرب نَكْنى عن الفتيات بالقُلُصٌ.
وأن جمع القلوص، يأتي على " قُلُصُ " ويأتي على " قلائص " كما سيأتي في بيت آخر.
وقوله: لمختلف " النجار " النِّجار: النسب.
ولكن هذا البيت يروى: أو تروى قافيته:: البحار " بالباء: وهي جمع " بحْرة " وهي الروضة الصغيرة والبحرة: الوادي الصغير يكون في الأرض الغليظة .. والجمع " بِحَر " وبحار.
وتروى: " الشِّجار " ومن معانيه: الهودج الصغير.
ولكن في الروايتين الأخيرتين " بمختلف " لأن البحار، و " الشِّجار " اسما مكان ويناسبهما الباء.
3 ـ:
قلائصَنَا هداك اللَّهُ إنا شُغِلنا عنكم زمَنَ الحصار
قوله: قلائصنا: نصبها على المفعول بإضمار فعْل، أي: تدارك قلائصنا قوله: شغلنا عنكم، وفي رواية شُغِلْنا عَنْهُمُ.
وقوله: زَمَن الحصار لا معنى له إلا إتمام القافية، لأننا لا نعلم أيُّ حصار يريد، إلا إذا أراد بزمن الحصار، مُدّة الحبْس والرباط التي جعلها عُمَرُ ستة أشهر ثم يعود الغازي إلى أهله.
وقيل: أربعة أشهر.

الصفحة 124