كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

125…
4 ـ قوله:
قلائصُ من بني كعب بن عمرو وأسلم أو جهينة أو غفار
.. لا معنى لتعداد هذه القبائل على وجه الخصوص، وكيف عرف أن الفتيات من هذه القبائل بخاصة، أو لماذا خصها بالذكر .. وقد عطف أسلم بالواو، ثم عطف جهينة وغفار بـ (أو) هل يريد أن يقول أنَّ " أو " تأتي لمطلق الجمع كما تأتي الواو .. أو أنه شك.
ثم إن ذكر هذه القبائل فيه تشهير، وقذف، وليس عند الشاعر شهود على ما يقول، فهل ترضى هذه القبائل بما يُقال عن فتياتهم.
5 ـ قوله:
يُعقلهُنَّ جَعْدةُ من سُليم معيداً يبتغي سَقَط العذاري
قوله: معيداً: أراد أنه يفعل ذلك مراراً، وهذا الفعل يستوي فيه المرة والمرتان فهو مُنْكَرٌ يدايةً، سواءٌ كان مرة أو مرتين فلا معنى لقوله: " معيداً ".
وقوله العذاري: بالياء، جمع عذراء، وقد عدل عن المشهور من الجمع وهو " العذارى " بالألف، إلى الجمع بالياء، مثل " صحارى، وصحاري ".
6 ـ والبيت الأخير:
يعقلهُنَّ أبيض شيظميٌّ فبئس مُعْقّل ُ الذَّودِ الخيارِ
قوله: شيظمي .. كلمة قليلة الإستعمال، وتبدو غريبة بيت مفردات النصّ الشعري: والشيظمي: الطويل، وقيل: الطلق الوجه.
والذود: للقطيع من الأبل، الثلاث إلى التسع، أو إلى العشر أو إلى خمس عشرة .. وقيل أكثر من ذلك ولا يكون إلا من الإناث دون الذكور.
وقوله: " الخيار " صفة للذود، وفي رواية ابن منظور في اللسان: " الذَّود الظؤار " جمع ظؤور، والظؤور من النوق التي تعطف على ولْد غيرها أو على بوٍّ. واستعارها للنساء، لأنه جعلهن قلائص في الأبيات السايقة. وقوله: فبئس .. وهل يُمدحُ إذا كان المعقلُ غير جعدة.

الصفحة 125