كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

25…
ثَالِثَاً عُمَرُ بْن الخَطَّاب رَضِي الله عَنْه
تولّى عمر بن الخطاب الخلافة، بوصية من أبي بكر الصديق، لما روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال: " قيل لعمر ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف مَنْ هو خيرً مني، أبوبكر، وإن أتركْ، فقد ترك مَنْ هو خيرٌ مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ". [كتاب الأحكام] .. وانظر القصة في [طبقات ابن سعد، 199/ 3].
وجاءت خلافتُه وجيوش الفتح توغل في بلاد الشام، والعراق ... ومن مآثرة المؤثّرة في تاريخ المدينة النبويّة، بخاصة، وفي تاريخ الإسلام بعامّة.
1 - كانت بداية تدفّق الغنائم على المدينة، وكثرة الأموال في أيدي الناس يدل على ذلك قصة وَضْع الديوان، لحصر أصحاب الحقوق، ومقدار حقوقهم، وكتابة سجل بالرجال والنساء، والمواليد، ومراتب الناس من حيث جهادُهم في الإسلام وقربُهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليكون العطاء مناسباً لذلك. [انظر: طبقات ابن سعد: 294/ 3 - 300 من ترجمة عمر.
وانظر بخاصة قصة قدوم أبي هريرة من البحرين .. ص 300] ولكنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، لم يكن يرغبُ في قعود الناس عن العمل، وانتظار العطاء السنويّ، بل كان يحثُّ المسلمين على العمل، واستثمار هذا العطاء في التنمية الاقتصادية التي تنفع صاحب العطاء، ومَنْ يأتي بعده من الأولاد، لأنَّ العطاء غير مضمون البقاء ... …

الصفحة 25